كما تعلمون السيد الوزير المحترم، أن المسماة جمعة لعفو توجهت إلى المستشفى الاقليمي لجرسيف بتاريخ 11 يوليوز 2014 وهي حامل في شهرها السابع، في وقت كانت تحس فيه بأنها دخلت في مخاض ولادة مبكرة بشكل لا شك فيه، ورغم ذلك وبعد يومين وبناء على استشارة طبية متواضعة بقسم الولادة غادرت المستشفى بآمر طبي والألم يمزق كيانها بدعوى أن الأمر عادي وأنها موعد ولادتها مايزال بعيدا، هذا بعد إجبار أسرة المعنية بضرورة إحضار قارورة من خارج المستشفى خاصة بالتحاليل الطبية لأخذ عينة من بولها والتوجه بها إلى مختبر التحليلات الطبية التابع للقطاع الخاص رغم ما يمتاز به هذا النوع من أهمية قصوى لكونه مؤشر قوي وحقيقي في تشخيص ومتابعة الكثير من الأمراض، وكذا سهولة إجرائه وقلة تكاليفه، ويقع هذا في وقت يوجد فيه مختبر بالمستشفى. وتروي عائلة المعنية بالأمر، أنها لم تتلقى أي توضيحات أو إرشادات من الطاقم الطبي، وأن السيدة الحامل مباشرة بعد وصولها إلى مقر سكناها الذي يبعد بحوالي 37 كلم عن مدينة جرسيف اشتد بها الألم، ونقلت من جديد وعلى الفور ـ يوم 14 يوليوز ـ على متن سيارة اسعاف تابعة للوقاية المدنية، وحوالي 5 كلم قبل وصول المستشفى وضعت حملها على متن السيارة المشار إليها في ظروف أقل ما يقال عنها أنها كارثية. وبعد ولوجها إلى المستشفى أكدت عائلة المعنية بالأمر، على أنه بالرغم من كون أعضاء المولودة الجديدة غير ناضجة وغير مكتملة النمو، ورغم ما يمكن أن تعاني منه من تعقيدات ومشاكل طبية، لم يبالي الطاقم الطبي بوضعها هذا، وخصص للرضيعة سرير بدل حضانة، بل الأكثر من ذلك لم يتم تمكينها ولو من ناقل للبروتينات المغذية "مصل الغلوكوز"، وقبل مطلع الفجر أشعرت عائلة المعنية بالبحث عن صيدلية لجلب هذه المادة. وبعد ساعات طوال، لم يتم توجيه الرضيعة إلى مستشفى مجهز بحضانات، وفي استفسار من طرف المندوب الاقليمي للصحة الذي كان حاضرا بعين المكان، أوضحت له الطبيبة المكلفة بالمداومة أنها اتصلت بوجدة وتازة ورفضتا استقبال المريضة لأسباب مجهولة. وبذلك تكون النتيجة هي: فقدان الرضيعة بسبب الإهمال الطبي، وهي نتيجة لا شك فيها إطلاقا، وهذا يجعل مصالحكم أمام مسؤولية حقيقية يتطلب الأمر تحديدها وترتيب الجزاء عليها، خاصة أن الأمر يتعلق بغياب أطر تقنية تشرف على استخدام الحضانات بجرسيف، وبرفض استقبال الرضيعة من طرف أطركم العاملة في المستشفى الاقليمي ابن باجة بتازة والمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة. لذلكم أسائلكم السيد الوزير عما يلي: - ما هي أسباب ومبررات امتناع الأطر العاملة في المستشفى الاقليمي ابن باجة بتازة والمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة عن استقبال المرضى الوافدين عليهم من المستشفى الاقليمي لجرسيف؟ - ولماذا لا تتدخل وزارتكم لوضع حد لهذه المأساة وتحديد مسؤولية كل مصلحة طبية على حدة؟ - ولماذا لم تعمل أطركم الطبية بالمستشفى الإقليمي لجرسيف على إبقاء المعنية بالأمر بالمستشفى بدل أمرها بمغادرته وألم المخاض فيها؟ - وهل قامت مصالحكم بأبحاث في شأن فقدان الرضيعة موضوع هذا السؤال؟ وما هي نتائجها؟ وما هي الجهة التي تتحمل مسؤولية وفاتها حتى تتمكن أسرة الضحية من ممارسة إجراءات المتابعة القضائية في حقها؟ - وما الفائدة من تمكين المستشفى الاقليمي لجرسيف من ثلاث حضانات في ظل غياب الأطر التقنية التي تشرف على استعمالها؟ - وما هي الإجراءات العملية التي ستتخذها وزارتكم لوضع حد لهذه المأساة؟ والآجال الزمنية لذلك؟.