كما تعلمون أن جماعة بركين التابعة لعمالة إقليم جرسيف تقع في جبال الأطلس المتوسط، وتمتاز بصعوبة التضاريس وقساوة المناخ، إذ تشهد تساقطات ثلجية جد مهمة خلال فصل الشتاء، وساكنتها تقدر بحوالي 9.469 نسمة حسب ما أعلن عليه بالمرسوم عدد 2.15.234 بتاريخ 19 مارس 2015 والمتعلق بالمصادقة على الأرقام المحدد بها عدد السكان القانونيين بالمملكة، والمنشور في الجريدة الرسمية عدد 6.354 بتاريخ 23 أبريل 2015. وحيث أن "المستشفى الإقليمي" لجرسيف يبعد عن مركز جماعة بركين بحوالي 94 كلم، وعن دوار بني مقبل الواقع في أقصى جنوب الجماعة بحوالي 140 كلم، وهذه المسافة كلها عبارة عن منعرجات خطيرة بسبب صعوبة التضاريس، وارتفاع قمم جبال الأطلس المتوسط. وحيث أن المركز الصحي لبركين لا يتوفر على أية معدات وتجهيزات طبية، مما يجعل الاستشفاء وتقديم الإسعافات الأولية على مستوى هذه الجماعة أمر بعيد المنال، رغم أن وضعه الجغرافي والمناخي يستلزم تجهيزه بكل اللوازم الطبية بل حتى تنظيم مستشفى متنقل بذات الجماعة في فصل الشتاء. وحيث أنه على سبيل المثال وليس الحصر، يوم الخميس 31 يناير 2019 تم نقل التلميذ أحمد منيار من مؤسسة تعليمية إلى المركز الصحي على الساعة العاشرة صباحا بسبب دخوله في حالة غيبوبة، وأن الطبيب المعالج احتفظ به إلى غاية الساعة الثامنة ليلا، ليحيله بعد ذلك على "المستشفى الإقليمي" لجرسيف بتوجيه مكتوب عليه عبارة مصاب بالكسر على مستوى قدمه، ويحمل ضمادة في رجله، والحال أنه بعد التشخيص الأولي اتضح أنه يعاني من نزيف حاد وتشقق في الجمجمة، ونظرا لتأخر التشخيص وتدخل المصالح الطبية بسبب غياب المعدات توفي التلميذ المذكور في اليوم الموالي. وحيث أن سبب هذا الخطأ والإهمال الناتج عنه، يعود بالأساس إلى عدم توفير وزارتكم للتجهيزات والمعدات الأساسية بالمركز الصحي لبركين. لأجله أسائلكم السيد الوزير المحترم عما يلي: - لماذا لم تعمل وزارتكم على توفير التجهيزات والمعدات الأساسية بالمركز الصحي لبركين؟ - ولماذا لا تهتم وزارتكم بهذا الإقليم باعتباره من الأقاليم التي تعاني من قساوة المناخ؟ - ولماذا لا تحظى جماعة باحتضان مستشفى متنقل خلال فصل الشتاء؟ - وما هي الإجراءات التي ستتخذها وزارتكم لتصحيح الوضع وتوفير التجهيزات والمعدات الأساسية بهذا المركز؟ ومتى سيتم ذلك؟