الأسـئلة الكتابية

السيد الوزير المحترم؛ بدأت تلوحُ في الأفق العديد من مساوئ الحافلات "ذات المستوى العالي من الجودة" المُقررة ضمن برنامج التهيئة الحضرية لمدينة أكادير 2020-2024. فبعد ظهور المعالم الكبرى للبنية التحتية المخصصة لهذا الصنف من المواصلات الحضرية، غدت شوارع المدينة أشد ازدحاما وتلوثا، حيث إن مساراتها احتلت مساحات شاسعة من الفضاء العمومي. وفي مقابل ذلك تم تضييق مسارات مرور باقي المركبات، مع استثناء الدراجات الهوائية والنارية من مسارات خاصة. إن هذه الوضعية ستؤدي، لا محالة، إلى بطء حركة المرور والرفع، بالتالي، من معدل انبعاثات الغازات الدفيئة الملوثة للهواء. بل قد يكفي وقوع عطب تقني لإحدى المركبات لشل كافة حركة المرور بشوارع المدينة بشكلٍ تام. وهو الأمر الذي من شأنه أن يهدد، بصفةٍ خاصة، مرور سيارات الإسعاف والوقاية المدنية والأمن وسيارات النقل المدرسي وغيرها من وسائل النقل التي تستلزم وظائفها الحيوية السرعة في التدخل. علاوة على ذلك، فنجاعة ومردودية هذه الحافلات محدودة مقارنة بمساحة المسارات المخصصة لها، والتي تبقى فارغة لمدى زمني كبير طوال اليوم. وهو الأمر الذي تؤكده التجربة بمراكش وغيرها من المدن على المستوى العالمي. وعليه، فإنه مما لا شك فيه أن تعزيز جاذبية مدينة أكادير، ومعالجة الازدحام بشوارعها، وجعل النقل العمومي عصريا ومستداما ومحافظا على البيئة، لا يستقيم مع هذا الصنف من الحافلات، وهو ما يستدعي التفكير في تبني خطوط للترام واي. إن المخاطر التي تنطوي عليها هذه الوضعية، تدفعنا لنسائلكم، السيد الوزير المحترم، حول الإجراءات والتدابير التي يتعين القيام بها لإعادة النظر في مشروع خطوط الحافلات ذات الجودة العالية؟ وتقبلوا، السيد الوزير، فائق عبارات التقدير والاحترام.