الأسـئلة الكتابية

السيد الوزير المحترم؛ كشف الرأي الصادر مؤخراً عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، بشأن السلوكات الإدمانية في بلادنا، عن أرقام ومعطياتٍ مقلقة، بل وصادمة، ولا سيما فيما يتعلق بتدخين التبغ. حيث يتم استهلاك 15 مليار سيجارة كل سنة. ويستورد المغرب 2900 طن سنويا من السجائر من بلدٍ محدد، بنسبٍ أكثر ارتفاعاً من حيث المواد السامة مقارنةً مع السجائر التي تُسَوَّقُ في بلدان الاتحاد الأوروبي. بهذا الصدد، يوجد في المغرب زهاء 6 ملايين من المدخنين، منهم نصف مليون من القاصرين دون سن 18 سنة. ويتسبب التبغ في وفاة مدخن واحد من أصل كل شخصيْن مُدَخنَين، ويُعَــدُّ التبغُ سببًا في الإصابة بنوع واحد من بين كل ثلاثة أنواع من السرطان. وهو ما يُشكل معضلة حقيقية، لها انعكاسات خطيرة على الصحة النفسية والجسدية للفرد وللمجتمع، كما لها آثار وخيمة على الدينامية التنموية والاقتصادية والاجتماعية لبلادنا. والمُقلق أنَّ هذا السلوك الإدماني لا يحظى بالقدر الكافي من الاعتراف والتكفل من طرف هيئات الحماية الاجتماعية، كما لا يتم التعامل معه بوصفه مرضاً رغم إدراجه في قائمة الأمراض من قِبَل منظمة الصحة العالمية. لذلك نسائلكم، السيد الوزير، عن مدى تنسيق الفاعلين في مكافحة الإدمان، والإدمان على التبغ تحديداً، وحول مستوى ملاءمة الإطار القانوني ذي الصلة بمنع التدخين في الأماكن العمومية. كما نسائلكم عن الأفق الذي ترسمونه لأجل العمل على إدراج اضطرابات الإدمان على التبغ ضمن قائمة الأمراض المعتبرة أمراضاَ خطيرة وتتطلب علاجات طويلة الأمد وباهظة الثمن. في نفس الوقت، نُسائلكم، السيد الوزير، عن تصوركم لمكانة اختصاص علم الإدمان والشهادات الجامعية الممنوحة في هذا المجال. وعن رؤيتكم بشأن التحسيس والوقاية من الإدمان على استهلاك التبغ ومكافحته، وعن الوسائل المرصودة لذلك. وتقبلوا، السيد الوزير، عبارات التقدير والاحترام.