تعمل وزارتكم مشكورة على تأهيل الحقل الديني وتحصينه من أي استغلال ، تنفيذا لتوجيهات أمير المؤمنين حفظه الله ورعاه ، في هذا المجال ، نظرا للمكانة المحورية التي تتبوأها بيوت الله في النهضة الروحية للمملكة ، هذا فضلا عن العناية الخاصة بالقيمين الدينيين وأئمة المساجد . غير ان مندوب الأوقاف باقليم بولمان ، يبدو وكأنه يغرد خارج السرب ، غير مبال بالمسؤولية الملقاة على عاتقه وغير آبه باستراتيجية الوزارة وبرامجها الرامية الى تأهيل الشأن الديني . ففي الوقت الذي ينبغي له فيه التفاعل مع قضايا وهموم القيمين الدينيين وأئمة المساجد وايجاد الحلول المناسبة لجميع الحالات ، نجده يعمل على تسييس الحقل الديني وكأنه في حملة انتخابية سابقة لأوانها ، بحيث تقدم اليه امام مسجد دوار براطيل بجماعة اولاد علي يوسف باقليم بولمان ، المسمى البهاك محمد طالبا منه تسوية وضعيته على غرار باقي الأئمة نظرا لمرض مزمن ألم به ، بعدما قضى حياته متنقلا بين المساجد لنشر التعاليم الاسلامية الصحيحة ، وسبق لنا أن راسلناكم بخصوص قضيته ، غير أن السيد المندوب المحترم لم يتجاوب مع مطلب الامام المذكور وأقحم نفسه في متاهات هو في غنى عنها ، بدعوى أنه شكك في ثقة الناخبين في ممثليهم حسب ادعاء الامام السالف الذكر ، والذي نقل رسالة المندوب بكل أمانة ومفادها أنه لا ثقة في ممثلكم وأن ما يقوم به مجرد در الرماد في العيون . فكان حري بالسيد المندوب أن يترك الشأن الديني لحاله ويكشف عن علو كعبه ويقتحم السياسة ان شاء من بابها الواسع ، لأن الشأن الديني بعيد عن كل مزايدات أو اعتبارات سياسية ، وهذا ما لم يستطيع أن يستوعبه السيد المندوب ، كما سبق أن أثرنا انتباهكم الى الاختلالات التي يعرفها الحقل الديني بالاقليم . لذا ، نسائلكم السيد الوزير ، عن التدابير التي تتخذها وزارتكم من أجل فتح تحقيق دقيق في هذا الموضوع والضرب بيد من حديد كل من سولت له نفسه المزايدة على الشأن الديني ؟