السيد الوزير، تحظى منطقة بئر كندوز بعمالة إقليم أوسرد التي يتبع لها معبر الكركرات الحيوي والمهم للتجارة المغربية والدولية المتجهة من وإلى العمق الافريقي للمغرب بأهمية بالغة لدى الفاعلين الاقتصاديين المحليين والدوليين، وهو ما يتطلب إيلاءها عناية كبيرة نظرا لكون هذا الإقليم الفتي والحديث يحتاج إلى دفعة قوية من أجل الإقلاع الاقتصادي به في إطار النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه سنة 2016، وفي ظل التطورات الإيجابية التي تعرفها قضية وحدتنا الترابية خصوصا منها العملية السلمية الناجحة لتحرير معبر الكركرات من قبل القوات المسلحة الملكية بإشراف مباشر من القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية ورئيس أركان الحرب العامة. فعلى إثر الزيارة الميدانية التي قام بها الفريق البرلماني الاستقلالي للوحدة والتعادلية بالبرلمان بغرفتيه إلى معبر الكركرات، لاحظنا أن هذا الإقليم الفتي يعاني من مشكل عدم الربط بالشبكة الوطنية للكهرباء، وهو ما يؤثر على الاستقرار به وأيضا لا يساهم في جلب الاستثمارات الصناعة والتجارية والعمرانية والسياحية بهذه المنطقة الحيوية والمهمة لبلادنا باعتبارها بوابة المغرب نحو عمقه الافريقي، وهي المنطقة التي يمكن أن تكون رافعة لوجيستيكية للاقتصاد الجهوي خصوصا والاقتصاد المغربي عموما نظرا لقربها من الحدود ولقربها من مشروع الميناء المتوسطي الكبير، ولعدد العابرين بها بشكل يومي، مما يوفر المناخ المثالي لتكون مركزا للصناعات الموجهة للتصدير نحو بلدان غرب ووسط افريقيا، وهو ما يجعل هذه المنطقة منطقة جذب للاستثمار الوطني والأجنبي والافريقي، في حين أن المنطقة لا زالت تعتمد في توليد الكهرباء على المولدات التي لا يمكنها أن توفر الطاقة الكهربائية اللازمة للأنشطة الصناعية والتنموية والاستثمارية بالشكل الكافي بهذه المنطقة. هذا بالإضافة إلى ما تمثله المنطقة من أهمية حيوية لمرور التجارة البرية المغربية والدولية نحو العمق الافريقي للمغرب الذي يحظى باهتمام كبير من طرف جلالة الملك نظرا لكونها البوابة الجنوبية للمملكة ومعبرا مهما للتجارة الدولية كما اتضح ذلك مؤخرا من الدعم الدولي الكبير والواسع لعملية تحرير المعبر حفاظا على تدفق البضائع وتنقل الأشخاص بين القارتين الافريقية والأوروبية، كما ان من شأن هذا الربط بالشبكة الكهربائية الوطنية أو على الأقل توفير محطة كهربائية بالمنطقة أن يقرب المسافات بين المنتجين وأسواق غرب افريقيا وأن يساعد على التنقل السريع للبضائع والمنتجات بين المنطقة والحواضر الكبرى، ويساهم في تعميق التعاون الاقتصادي والسياحي والثقافي بين المنطقة ودول غرب إفريقيا، لتكون هذه المنطقة بذلك مجالا لالتقاء الثقافات المتنوعة التي تزخر بها المنطقة خصوصا وبلادنا عموما وبقية البلدان المجاورة بما يعزز العلاقات الإنسانية بعموم شمال افريقيا. لذا نسائلكم السيد الوزير عن الإجراءات التي تعتزمون القيام بها من أجل ربط مركز بئر كندوز بإقليم أوسرد بالشبكة الوطنية الكهربائية؟ وما هي التدابير التي ستتخذونها لتوفير الطاقة الكهربائية بالشكل الذي يشجع الاستقرار والاستثمار بالمنطقة؟