الأسـئلة الكتابية

كما تعلمون السيدة الوزيرة المحترمة، أن مشروع محطة التصفية وتطهير المياه العادمة على مستوى دوار الجل "سهب الحنش" التابع لجماعة هوارة أولاد رحو بإقليم جرسيف، انطلق العمل بها منذ مدة، وأنه قبل انجازها أنجزت لها دراسة التأثير على البيئة. وحيث أن هذه المحطة تندرج في سياق مشروع متكامل يتعلق بتطهير السائل بجماعة جرسيف والذي رصد له غلاف مالي يقدر بحوالي 140 مليون درهم بمساهمة العديد من الشركاء، ويرمي إلى حماية البيئة والتأهيل الحضري لهذه المدينة. وحيث أن موقع إحداث محطة التصفية تتواجد به كثافة سكانية جد كبيرة، وكذا المؤسسة السجنية، وأنه بمجرد انطلاق العمل بها بدأت الساكنة المجاورة لها تعاني من انبعاث الروائح الكريهة والتي تزداد حدتها بعد غروب الشمس وعند هبوب الرياح، إذ تقتحم المنازل رغم إغلاق الأبواب والنوافذ، وتعكر صفوة الجلوس على المائدة. وحيث أن انبعاث هذه الروائح له ارتباط مباشر بمحطة التصفية وأن الساكنة بسبب استنشاقها لها أصبحت عرضة للأمراض والأوبئة التي تنتشر بسرعة، خاصة في أوساط الأطفال، إذ تعتبر فئة الصغار والمرضى الفئة الأكثر تضررا بها. وحيث أن هذا المشروع لم يراعي كرامة الإنسان والحفاظ على صحته وسلامته، ويشكل خرقا سافرا للفصل 31 من الدستور الذي نص على أنه "تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية، على تعبئة كل الوسائل المتاحة، لتيسير أسباب استفادة المواطنات والمواطنين، على قدم المساواة، من الحق في ... الحصول على الماء والعيش في بيئة سليمة...". وحيث أن دراسة التأثير على البيئة غير منصفة لكونها مخالفة للقانون، والدليل على ذلك هي الوضعية الراهنة، حيث تعاني الساكنة بشكل دائم ومستمر من انبعاث الروائح الكريهة من محطة التصفية، وهو ما لم تتطرق له هذه الدراسة. لذا أسائلكم السيدة الوزيرة المحترمة: ـ لماذا لم تراعي دراسة التأثير على البيئة أن محطة تصفية المياه العادمة ستنجز منطقة آهلة بالسكان وستكون نتائجها سلبية؟ ـ وهل فعلا هذا المشروع يهدف إلى حماية البيئة والتأهيل الحضري لمدينة جرسيف في ظل الأوضاع المأسوية التي تعيشها الساكنة القريبة من محطة التصفية؟ ـ وما هي الطرق والوسائل التي ستعتمدها وزارتكم من أجل ضمان حق هذه الساكنة في العيش بكرامة وبصحة وسلامة؟ ـ وما هي الإجراءات العملية والآجال الزمنية الكافية لوضع حد لمعاناة ساكنة المنطقة؟