الأسـئلة الكتابية

بات مشهد توافد آباء وأمهات وأولياء الطلبة الجامعيين على مقر عمالة اشتوكة ايت بها، مشهدا مألوفًا عند كل إعلان سنوي عن لائحة الممنوحين، وذلك لإيداع شكاياتهم وطلباتهم الاستعطافية الإدارية منها والرئاسية، لعلهم يظفرون بفرصة ثانية من خلال الدفعة الثانية من المنح الغير مستغلة التي قد تكون متاحة أو لا تكون . كما يسود حاليا إحتقان وتذمر واسعين في صفوف الطلبة الذين ضاقوا ذرعا وأسرهم من محدودية الإمكانيات وشحها والتي تحول دون متابعة التحصيل العلمي بأحد الأقطاب الجامعية لجامعة ابن زهر بأكادير بسبب حرمانهم من منحة دراسية كما هو الشأن خلال هذا الموسم، هذه الأوضاع تدفع أغلبهم إلى مغادرة أسوار الجامعة، أو في أحسن الأحوال الإكتفاء باجتياز الامتحانات آخر كل فصل جامعي، حيث لا تحتمل قدرتهم الشرائية المتدهورة أصلا من المواظبة على حضور الحصص الدراسية المكثفة، وما نسب الحاصلين على الشواهد الجامعية وعدد السنوات التي يمكثونها بالجامعة ومستوى البحث العلمي كافية للتدليل على إخفاقنا في معانقة الطموح الجماعي لولوج مجتمع المعرفة، وجعل الجامعة وناصية العلم مناط الارتقاء الاجتماعي وبناء أسس مثينة للعيش المشترك. السيد الوزير المحترم، طيلة الولاية التشريعية الحالية، لم ندع اجتماعا من اجتماعات لجنة الثقافة والتعليم والاتصال، سواء بمناسبة دراسة الميزانية الفرعية لقطاعكم الوزاري، أو لدراسة مواضيع ذات الصِّلة، دون أن نقف عند موضوع تعميم المنح على الطلبة المغاربة وخصوصا المنتمين لأقاليم يغلب عليها الطابع القروي والجبلي، ومنها بالطبع طالبات وطلبة اشتوكة ايت بها. السيد الوزير المحترم، ولئن كان تفاعلكم مع كل أسئلتنا وطلباتنا بهذا الخصوص إيجابيا، من خلال سلفكم أكثر من مرة وتعهده بتعميم المنحة الجامعية على كل الطلبة والطالبات بإقليم اشتوكة ايت بها، مستشعرين خصوصية الإقليم التي تمتاز بالديناميكية الإيجابية لعملية التوافد عليه من أكثر من سبعة أقاليم للبحث عمن العمل بالضيعات والاستغلاليات الفلاحية الكبرى كعمال مزارعين، وكذا لطبيعة العمل الموسمي لهؤلاء والذين يعانون الهشاشة، هذا إضافة إلى أن الاقليم يعاني الجفاف واتساع رقعة الفقر والعوز، وهذا الوضع يحتم أيضًا بالإسراع في برمجة نواة جامعية تستوعب هذه الأعداد الكبيرة من الطلبة، مع التأكيد أن تكون المواد والتخصصات المقررة لها تنسجم والنشاط الاقتصادي السائد بالمنطقة وخصوصا الفلاحي منه، إذ يعتبر الإقليم قطبا فلاحيا يساهم في الاقتصاد الوطني، ومعول عليه للرفع من مردوديته في القيمة المضافة وتوفير مزيد من فرص الشغل، استنادا إلى الاستثمارات الموجهة له لتعزيز البنيات التحتية والتجهيزات المائية الضخمة من قبيل تحلية مياه البحر لأغراض زراعية، هذا، ونحيطكم علمًا أن الوعاء العقاري اللازم لتوطين هذا المشروع متوفر، وملتزم بشأن تسليمه لوزارتكم . ولكل ذلك، نسائلكم عن التدابير الإجرائية التي ستتخذونها لتعميم المنحة الجامعية على كل طالبات وطلاب إقليم اشتوكة ايت بها برسم الموسم الجامعي 2020-2021، وبرمجة نواة جامعية تأخذ بعين الاعتبار المحيط السوسيواقتصادي للمنطقة.