الأسـئلة الكتابية

صنفت منظمة اليونسكو الواحات ثروة وطنية وتراثا إنسانيا لاماديا، فقد ساهمت الواحات منذ القدم في استقرار سكان الصحاري بفضل طقسها المعتدل، وتوفر الماء المعتمد أساسا على المياه الجوفية. وقد عمل المغرب دائما سواء بشكل فردي أو بشراكة مع منظمات وهيئات دولية على سن سياسات وبرامج تهدف إلى الحفاظ على المنظومة الواحية التي تتميز بها المملكة. وبالعودة لواحات جماعة آسرير، فإنها تعتبر من أجمل الواحات بالمملكة وأكثرها استقرارا رغم قربها من المجال الحضري وتعتمد واحات الجماعة المكونة من دواوير تغمرت وأسرير – على عيون واركنون وتجنانت في مياه الشرب والري الذي يقوم على نظام - النوبة – وباعتماد زراعات معيشية وأشجار مثمرة تتكيف مع طابع الندرة التي تتميز به المناطق الصحراوية. وقد عرفت الواحات بالجماعة نموا ديمغرافيا مهما بفعل استثمار القطاعات الحكومية في البنيات التحتية الأساسية، و تدخل البرامج الوطنية والدولية (برنامج الأمم المتحدة للتنمية PNUD -البنك الإفريقي للتنمية BAD ...) في إطار شراكات واتفاقيات تم تنزيلها بواحات الجماعة منذ سنة 2006، الشيء الدي خلق أنشطة اقتصادية وسياحية عبارة عن عدد من المشاريع والأنشطة المدرة للدخل استفادت منها الأسر القروية. غير أن هذه الواحات صارت مهددة بالزوال، فقد نضبت عين تجنانت تماما ونقصت مياه عين واركنون إلى مستويات خطيرة، وذلك بفعل الاستغلال المفرط للفرشة المائية، بعد الترخيص بحفر العديد من الأثقاب المائية بمحاداة منابع عيون في غياب دراسة تقنية لتأثير هذه الأثقاب على صبيب مياه العيون، وانتشار زراعات تسويقية ( أشجار الموز ...) والتي تعتبر من أكثر الزراعات استهلاكا للمياه، وهو الأمر الذي لا تستطيع الفرشة المائية بالجماعة تحمله، مما ينذر بكارثة بيئية لا قدر الله . وعليه نسائلكم السيد الوزير، عن الإجراءات التي تعتزمون اتخاذها لحماية عيون المياه بجماعة آسرير إقليم كلميم جهة كلميم وادنون.