بادرت وزارة الثقافة منذ تسعينيات القرن الماضي إلى إحداث مركز وطني للنقوش الصخرية يعنى بالتراث الأثري، غير أنه أصبح الآن مصلحة غير قادرة على الاضطلاع بمهامها في الجرد والتوثيق والمحافظة على التراث، بسبب الضعف الكبير على مستوى الموارد البشرية وغياب كلي لوسائل الاشتغال (على رأسها غياب وسائل التنقل...)، علما أن مجال اشتغال المركز يشمل كامل التراب الوطني الذي تنتشر فيه قرابة خمسمائة وخمسين موقعا للفن الصخري. ويتسبب هذا الوضع في عرقلة جهود الجرد والتوثيق والحماية، خصوصا أمام تصاعد حوادث التخريب والسرقة التي أصبح هذا التراث الوطني والإنساني عرضة لها من قبل ناهبي الآثار ومن قبل بعض الشركات المشرفة على إنجاز بعض مشاريع البنيات التحتية . هذا، ويعتبر إقليم السمارة أحد أقاليم المملكة الذي يتوفر على مخزون هام من هذا التراث، حيث تم تسجيل أكثر من 15 موقع و 11 موقع في طور التسجيل، كما أن هناك 4 محافظات للنقوش الصخرية تسهر على حماية هذا التراث وجعله في خدمة العديد من المجالات العلمية والثقافية والسياحية والاقتصادية والاجتماعية، غير أنها تعاني من ذات الإشكاليات المرتبطة بهذا التراث. لذا؛ نسائلكم عن التدابير التي تعتزمون القيام بها لأجل إعادة الاعتبار لهذه المؤسسة الوطنية التي يفترض فيها أن تقوم بجرد وتوثيق ومراقبة ودراسة جزء مهم من التراث الوطني والإنساني، وكذا التدابير التي ستتخذونها بغاية توفير الوسائل البشرية واللوجيستية لهذا المرصد لتمكينه من القيام بالأدوار المنوطة به على المستوى الوطني والمستوى الإقليمي؟