تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الأسـئلة الكتابية

رقم السؤال: 26223
الموضوع: تنامي ظاهرة أطفال الشوارع بإقليم الناظور
تاريخ الجواب: لم يجب عنه بعد

الفريق

فريق العدالة و التنمية

واضعي السؤال

نور الدين البركاني نور الدين البركاني نور الدين البركاني
الناضور لجنة القطاعات الاجتماعية
السؤال:

السيدة الوزيرة المحترمة، تعتبر ظاهرة أطفال الشوارع من أهم الظواهر الاجتماعية الاَخذه في النمو ليس فقط على مستوى البلدان النامية و إنما أيضا في الدول الصناعية المتقدمة و هي قضية مجتمعية بالأساس، فأطفال الشوارع هو الاصطلاح الأكثر انتشارا للتعبير عن الأطفال تحت سن 18 عاما الذين يعيشون بلا مأوى و يقضون ساعات طويلة من يومهم أو يومهن كله بالساحات العامة سواء بلا روابط أسرية أو بروابط أسرية ضعيفة. و تشير إحصائيات رسمية إلى أن عدد الأطفال المشردين والذين يطلق عليهم في المغرب"الأطفال المتخلى عنهم" يقدر بنحو 400 ألف طفل، غير أن تزايد هذا العدد يرجع إلى عدة أسباب اجتماعية يكون من ورائها التفكك الأسري أو العنف أو غيرها من الأسباب. و نتيجة لهذه الأسباب ولغيرها يتحول هؤلاء إلى فرائس سهلة المنال فبعضهم يتعرض للاغتصاب أو الاختطاف وبعضهم يتم استغلاله في التسول، كما يبقى الشارع بيئة خصبة لبعضهم ليتحولوا فيما بعد إلى مجرمين أو يلتحقوا بقوارب الهجرة السرية، هذا الهدف الأخير الذي حول مدينة الناظور التي يطلق عليها جزافا "بوابة أوربا"إلى وجهة مفضلة لأطفال الشوارع الذين يتوافدون عليها من مختلف مدن وأقاليم المملكة ويتخذونها محطة رئيسية لولوج مدينة مليلية المحتلة والهجرة لأوربا، بحكم موقعها الإستراتيجي و إطلالها على البحر الأبيض المتوسط، بحيث يقتحمون بواخر المسافرين و يتسلقون جنباتها بعد قطع مسافة ليست بالهينة سباحة من الميناء التجاري لبني أنصار وصولا إلى ميناء المسافرين. بالإضافة إلى انتشارهم بكثرة في النقطة الحدودية الوهمية لبني أنصار المتاخمة لمدينة مليلية المحتلة عند المعبر الحدودي،حيث يقف العشرات منهم أمام السيارات الواقعة عند التفتيش لشرطة الحدود يبحثون عن طريقة تمكنهم من اجتياز نقطة التفتيش لرجال الأمن،بغرض التسلل إلى مليلية رغم الحراسة الأمنية المشددة من جانب رجال الأمن المغاربة و عناصر الحرس المدني الإسباني. كما أن توافد الأطفال القاصرين المغاربة على مدينة مليلية بشكل ملحوظ دفع رئيس الحكومة المحلية إلى توجيه رسالة إلى الحكومة المغربية بمطالبتها ب" الانخراط في عمليات ترحيل هذه الفئة في أقرب وقت"و ذلك بناء على الاتفاق الموقع بين مدريد و الرباط بشأن السماح بطرد هؤلاء الأطفال القاصرين للعيش مع أسرهم الأصلية بالتراب المغربي إذا تبين للسلطات الإسبانية من خلال التحري و البحث أن هذا الطفل لا يتعرض لمعاملة سيئة داخل أسرته،أما إذا تبين العكس فإنه يبقى في مليلية تحت رعاية الحكومة المحلية في مركز الإيواء،غير أن أغلبية هذه الفئة لا تود الاندماج عبر دخول تلك المراكز و يضلون يتسكعون في شوارع المدينة في انتظار فرصة العبور إلى الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط على متن السفن الراسية بميناء المدينة و هو ما يعرض حياتهم للخطر إذ أن العديد منهم فارقوا الحياة بمياه البحر بعدما فشلوا في الوصول إلى مبتغاهم سباحة. و أمام تنامي هذه الظاهرة التي أصبحت تشكل مصدر قلق لدى الجميع، فإنني أسائلكم السيدة الوزيرة المحترمة، - ما هي التدابير و الإجراءات التي ستتبعها وزارتكم للحد من هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة؟ - و هل يمكن توحيد الاستراتيجية من خلال تدخل مجموعة من الوزارات ألا وهي التعليم والتشغيل والصحة لتحارب من خلالها هذه الظاهرة بواسطة حلول جذرية؟