السيد الوزير المحترم، خلال الأسابيع الأخيرة تفاقمت بشكل سريع مؤشرات جائحة كوڤيد 19 بجهة درعة تافيلالت، وصعدت إلى الصدارة وطنيا خصوصا منها مؤشر الإصابة التراكمي ومعدل الفتك وعدد الوفيات ونسبة الحالات النشيطة (prévalence)، وهو ما نتج عنه تجاوز مقلق للقدرة الاستيعابية للمنظومة الصحية الجهوية المتدنية أصلا، هذا مع تراجع خطير في التأطير الطبي وشبه الطبي بفعل تعرض الكثير من أطر ومسؤولي القطاع الصحي للإصابة بالڤيروس مما نتج عنه خصاص مهول في تتبع ومعالجة الحالات بالمستشفيات، ناهيك عن حالة اللاتوازن التي نشأت عن وضع الجائحة و أخلت بحقوق المرضى الآخرين في تلقي العلاجات المختلفة، أما من يتلقون العلاج بالمنازل فلا يستفيدون من أي مواكبة صحية، وحتى الأدوية يطلب منهم أحيانا أن يتنقلوا بأنفسهم لتسلمها في المستشفيات والأمر أصعب لمن هم في العالم القروي، ليبقوا بعد ذلك بدون تتبع أو مواكبة لحالاتهم إضافة إلى عدم تحسيسهم بالقواعد اللازم إتباعها خلال فترة العزل الصحي المنزلي والمحاذير التي يجب الانتباه لها. وقد تم في هذا الإطار للأسف تسجيل عدم انضباط البعض من هؤلاء على الأقل وأسرهم لأبسط القواعد والاحتياطات ومنهم من يخرج ليخالط الآخرين بشكل عادي دون احترازات، كل هذا مع ضعف القدرة على التشخيص حيث تأخر ظهور نتائج التحاليل مما يفرغها من أي معنى ويترك المشتبه في إصابتهم في حالة اختلاط بباقي أفراد المجتمع ويوسع من دائرة الانتشار ومؤشر اختطار الحالات. وكل هذا زاد من حدة ووثيرة ظهور البؤر بالعديد من المناطق، وما له تبعات كثيرة وعديدة ضمنها أيضا ما ينتج من إشكالات اجتماعية ومخاطر صحية حين انتظار نتائج التحاليل الخاصة بالموتى مع تأخر عملية الدفن. هذا مع الخصاص الكبير المسجل في اللوجستيك على مستوى المختبرات ومستلزمات الوقاية والعلاج ووسائل التدخل وسيارات الخدمة وظروف الاشتغال عموما، وتدهور تنظيم التدخلات وفي تنظيم مسار توجيه المرضى والمشتبه فيهم وفي التكفل بهم بعد ذلك. في هذا السياق الصعب جدا وبالنظر إلى تفاقم الحالة الوبائية بالجهة وباعتبار عجز المنظومة الصحية الجهوية عن مجابهة الوضع، وخشية بلوغ مرحلة الانهيار الكامل، فإننا نقترح التعجيل بإحداث مستشفى ميداني مزود بما يكفي من الوسائل واللوجستيك والموارد البشرية من أجل التخفيف من حدة هذا الوضع الحرج. في هذا الإطار، نسائلكم السيد الوزير المحترم : - عن الإجراءات التي ستتخذونها لإنقاذ الوضع بما في ذلك إقامة مستشفى ميداني بجهة درعة تافيلالت ؟