كما تعلمون السيد الوزير المحترم، أن إحداث الفرعيات المدرسية بالوسط القروي اعتمد خصيصا من أجل تعميم التعليم الابتدائي وتمكين التلميذات والتلاميذ من متابعة دراستهم، ومواجهة ظاهرة الانقطاع المبكر بسبب عدة عوامل أبرزها صعوبة التضاريس والمناخ، وتباعد وتشتت الساكنة القروية، وكذا الفقر والهشاشة. وحيث أنه في إقليم جرسيف، بدل اللجوء إلى الاعتماد على المعطيات التقنية والعددية المعتمدة في إحداث الفرعيات المدرسية في الوسط القروي، اعتمدت المديرية الإقليمية نزعة سياسوية ضيقة، حيث عملت على إحداث فرعيات مدرسية لفائدة مجموعة من التلميذات والتلاميذ لا تتجاوز أحيانا كثيرة 12 فردا ـ وهذا، حق مشروع، يضمنه دستور المملكة بغض النظر عن العدد ـ. لكن المؤسف أنها أهملت طلبات متعددة وتتكرر سنويا منذ أزيد من ثلاث سنوات خلت، ترمي إلى إحداث فرعيات في مجموعة من الدواوير التي يتجاوز عدد التلميذات والتلاميذ بها 24 فردا، وذلك ليس لشيء إلا لتقديم ولاءات سياسية هدفها الرئيسي هو تركيع ساكنة المنطقة المحرومة. وحيث أن توسيع العرض التربوي وتشجيع الفتاة القروية على متابعة دراستها على مستوى إقليم جرسيف يتطلب أساسا إحداث الفرعيات المدرسية في مختلف التجمعات السكانية ذات الطبيعة القروية بغض النظر عن اللون والتوجه السياسي للساكنة. لذا أسائلكم السيد الوزير المحترم: ـ ما هي أسباب تسييس إحداث الفرعيات المدرسية في المديرية الإقليمية بجرسيف؟ ـ ومتى سيتم تجاوز هذه النظرة الضيقة على مستوى المديرية الإقليمية لجرسيف؟ ـ وما هي الآجال الزمنية والإجراءات العملية التي ستتخذ من طرف وزارتكم لتصحيح الوضع؟