الأسـئلة الكتابية

السيد الوزير المحترم، ظلت فكرة تحويل المعتقل السري "دار بريشة" بتطوان، الذي يعد من مراكز الإعتقال السيئة الذكر في بداية الاعتقال السري في مغرب عهد الاستقلال، حلما يراود مجموعة من الحقوقيين. و سبق لأحد أعضاء المجلس الوطني للمنتدى المغربي من أجل الحقيقة و الإنصاف أن قدم، خلال انعقاد عدد من دوراته، مقترحا بالسعي من أجل تحويل الدار/ المعتقل إلى متحف لحفظ الذاكرة. لكن هذا المقترح لم يكن من الألويات المستعجلة، خصوصا و أن الأمر يتعلق بملك خصوصي، قد لا يفضي بمالكيه إلى نتيجة مرضية، كما أنه لا يمكن إلزامهم بضرورة الاستجابة إلى مطلب المنتدى بتحويله إلى متحف لحفظ الذاكرة، كما لا يمكن نزع ملكيته من أصحابه، على اعتبار أن مالكيه، بما فيهم عائلة بريشة، التي يحمل المعتقل اسمها، لا علاقة لها بالجرائم التي ارتكبت فيه، لا من قريب أو بعيد. وبقى أصحاب الفكرة متمسكين بها، و خصوصا بعد أن أتيحت الفرص للاتصال بعدد من الضحايا الذين عاشوا آلام و أحزان "دار بريشة". فالشهادات المؤلمة التي استمعوا إليها من طرف هؤلاء، زادتهم إصرارا على المضي في السعي نحو طرق الأبواب لتحقيق هذا الحلم الحقوقي الكبير، خصوصا أن موضوع حفظ الذاكرة و عدم التكرار استأثر باهتمام هيئة الإنصاف و المصالحة، التي أفردت له توصية خاصة لأنها تدخل في إطار جبر الضرر الجماعي، و رد الاعتبار للضحايا و المجتمع. وقد طرح الموضوع فيما بعد في أحد اجتماعات اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة طنجة تطوان، فحظي بما يستحق من الاهتمام من طرف جميع أعضائها و خصوصا من لدن رئيسة اللجنة، التي بادرت إلى ربط الاتصال بمالكي الدار. فتبين لها أنهم على استعداد للتجاوب التلقائي مع مطلب تقديم الدار/المعتقل هبة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، قصد تحويلها إلى متحف لحفظ الذاكرة. فبوشرت الاتصالات من طرف بعض أعضاء اللجنة، مع مالكي دار بريشة، و أثمرت توقيع عقد عدلي بتاريخ 8 أكتوبر 2013 تم بموجبه تقديم الدار هبة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، لتصبح متحفا لحفظ الذاكرة. ورغم ذلك ما زالت دار بريشة بناية تقطنها أسر منذ زمن بعيد، يرجع إليها الفضل في استمرار وجودها. وبالتالي فإن الأمر يقتضي إيجاد حل لمشكل سكن هذه الأسر أولا، ثم البحث عن الموارد المالية التي تمكن من ترجمة حلم تحويل الدار إلى متحف لحفظ الذاكرة في أجل معقول، وخصوصا و قد أعلن رسميا عن تحويل "دار بريشة" إلى متحف لحفظ الذاكرة في الندوة التي نظمت بتطوان يوم 5 دجنبر 2013 تحت عنوان: "المعتقل السري دار بريشة جزء من المشروع الوطني لحفظ الذاكرة"، و التي أشرفت على تنظيمها اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، بحضور رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان. وفي هذا الإطار نسائلكم السيد الوزير المحترم: - هل تم إيجاد سكن لائق بالأسر التي تسكن "دار بريشة" من أجل حل المشاكل العالقة بالعقار ؟ - هل تم وضع تصور لمشروع متحف حفظ الذاكرة بمدينة تطوان ؟ - هل تم تحويل المعتقل السري السابق "دار بريشة" إلى متحف لحفظ الذاكرة ؟ - و إذا لم يتم تحويله بعد، فما هي الإجراءات التي تنوون اتخاذها من أجل تحويل "دار بريشة" إلى متحف لحفظ الذاكرة ؟