يعد الحي البرتغالي ذاكرة مدينة الجديدة بامتياز، لكونه شاهدا على أهم مراحل تاريخها، وهو قلعة «مازغان البرتغالية»، التي استمدت اسمها من «مازيغن»، حيث تتعايش داخل القلعة البرتغالية «مازاغان» إلى حدود اليوم معالم الثقافة المغربية والبرتغالية والإيطالية والإسبانية منذ القرن السادس عشر، كما تعايش فيها المسلمون واليهود المغاربة منذ بدايات القرن التاسع عشر، وتعايش معهم الأوربيون الوافدون من كل دول أوربا من أجل التجارة والأعمال في مدينة الجديدة. وحيث أن الحي البرتغالي يشكو من نواقص كثيرة على مستوى بنياته، نتيجة غياب التنسيق بين جل الفعاليات ذات الاهتمام المشترَك و تحديدا من غياب دور وزارة الثقافة؛ وحيث أن هذا الحي، رغم استقباله عدداً لا بأس به من السياح الأجانب والزوار، ورغم أنه عرف ويعرف ترميمات وُصِفت بالهامة منذ سنة 1994 إلى اليوم، فإنه مازال لم يأخذ حقه من التأهيل والاهتمام من طرف وزارتكم؛ وحيث يجب إعادة النظر في مسألة الجاذبية داخل الحي البرتغالي، وضرورة الارتقاء بفضاءاته إلى المستوى الذي بإمكانه أن يشدّ الزوار لساعات طويلة بداخله؛ فعلى سبيل المثال المسقاة البرتغالية التي يحتضنها الحي البرتغالي بالجديدة، والتي تعتبر تحفة تفوح منها رائحة التاريخ، و كان لها الأثر الأكبر في إدراج الحي البرتغالي بمدينة الجديدة سنة 2004 ضمن قائمة اليونيسكو لحماية التراث العالمي، إذ أن سحر هذا المعلم الأثري الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الخامس عشر ميلادي يعاني في صمت إثر وقوع انهيارات على مستوى سقف بناية القصبة البرتغالية التي تتوسطها المسقاة، وكذا وقوع تسربات مياه الأمطار إلى داخل المبنى مما أضحى يشكل خطورة على أمن و سلامة الزوار. تبعا لكل ذلك أسائلكم السيد الوزير المحترم، عن التدابير و الإجراءات الاستعجالية التي ستتخذونها بغاية تصحيح الوضع بهذه المعلمة التاريخية الذي بات يزداد سوءً يوما بعد آخر.