الأسـئلة الكتابية

السيد الوزير، تحية تقدير واحترام، وبعد، تعرضت مدينة الدار البيضاء خلال الأيام القليلة الماضية لتساقطات مطرية مهمة عرت على هشاشة البنية التحتية للمدينة، وكشفت الستار عن الوضعية الكارثية لبنية تصريف المياه التي لم تتحمل، مع الأسف، غزارة المياه المتدفقة، وتسبب ذلك في عرقلة حركة السير والتنقلات في العديد من الشوارع الرئيسية، وألحقت خسائر كبيرة بمساكن البيضاويات والبيضاويين، لاسيما في الأحياء الشعبية المتهالكة، وامتدت الأضرار إلى بعض الأحياء الصناعية بالمدينة التي تكبدت بدورها خسائر هائلة، نتجت عن تسرب المياه إلى مجموعة من التجهيزات والآليات، وهوما ينذر بتوقف مؤقت أو نهائي للعمل بهذه الوحدات الصناعية. ومقابل كل هذه المشاهد المؤلمة التي تم بث بعضها على شبكات التواصل الاجتماعي، نتساءل عن المسؤول على هذا الوضع، لاسيما وقد صدرت قبله نشرات إنذارية بأهمية الأمطار الغزيرة، وهوما يجب معه استفسار جميع الأطراف المتدخلة في هذا المجال لفهم دقيق لما وقع. غير أن الذي نتخوف منه في هذا الصدد، هو تهرب شركات التأمين عن تحمل مسؤولياتها في هذا الصدد، واحتمائها بكون الأمر يتعلق بظرف طبيعي مفاجئ وقاهر غير متحكم فيه وغير مؤمن ضده، وهو ما يفرض اتخاذ التدابير اللازمة في هكذا حالات، والتعامل مع ما وقع بمنطق المسؤولية الجماعية، واستخراج ما يكفي من الدروس والعبر مما وقع للحيلولة دون وقوعه مرة أخرى. وتبعا لذلك، نسائلكم، السيد الوزير المحترم، عن حجم الخسائر الناتجة عن الأمطار الأخيرة بالدار البيضاء، والتدابير التي ستتخذونها من أجل تحديد المسؤوليات في هذا الصدد، وإيواء السكان الذين تم إخلاؤهم من منازلهم، وتعويض الوحدات الصناعية المتضررة من تسرب المياه إلى تجهيزاتها؟ وتفضلوا بقبول أسمى عبارات التقدير والاحترام.