السيد الوزير المحترم؛ مما لا شك فيه أن بلادنا تزخر بمواقع أثرية لا تُقدَّر قيمتُـــها اللامادية والتاريخية والحضارية بثمن. إلا أن عدداً من هذه المواقع يتعرض إلى أعمال تخريبية في غاية الفداحة، كما هو الحال بجهة درعة تافيلالت التي شهدت تواتر أعمال التخريب في مواقع أثرية متعددة، مثل موقع أكدز، وتيزي، ومكاربية، وتامسهالت، بإقليم زاكورة، وموقعيْ إوراغن وبوكركور بإقليم الراشيدية. بهذا الصدد، فقد تم تخريبُ موقع النقوش الصخرية "واخير" بجماعة كتاوة، في إقليم زاكورة، والمكتشَف من قِبَل باحث فرنسي، والمسجل في فهرس مواقع النقوش الصخرية لمديرية الثرات الثقافي، وذلك من خلال الأشغال المرافقة لإنشاء ضيعة فلاحية خاصة بالبطيخ الأحمر. وقد كان هذا الموقع يضم نقوشاً صخرية منجزة بأسلوب "تازينا" ذات القيمة الثقافية والحضارية والتاريخية التي لا تُقدر بثمن، ولم يتبق بعد التخريب سوى ثلاثة نقوش من أصل أكثر من 200 نقشاً. بناءً عليه، واعتباراً لكون الفنون الصخرية تُشكل إرثاً ثقافيا وطنيا وإنسانيا، وبالنظر إلى فداحة ما تتعرض إليه مواقع النقوش الصخرية في عدة مواقع أثرية، نسائلكم، السيد الوزير المحترم، عن التدابير التي سوف تتخذونها من أجل صون هذا الإرث اللامادي وحمايته من كل أشكال العبث والإضرار به؟ وتقبلوا، السيد الوزير، فائق عبارات التقدير والاحترام.