السيد الوزير المحترم؛ اعتبرنا إعلان الحكومة عن نيتها في الرفع من أعداد المدرسين أمراً إيجابيا من شأنه أن يساهم في الحد من إشكالية الخصاص المزمن في الموارد البشرية بمؤسساتنا التعليمية. لكن نسجل التناقض بين هذا الإعلان وبين إقصاء أعداد كبيرة من طلبة وخريجي المدارس العليا للأساتذة وكلية علوم التربية ENS-ESEF-FSE من اجتياز مباريات التعليم، بسبب إقرار كم لشرط تسقيف سن الولوج إلى هذه الأخيرة. فبعد مسيرة تكوينية شاقة، وبعد الحصول على شواهد تربوية مُؤهِّلة، وبعد إنفاق الدولة على تكوين هؤلاء المدرسين المستقبليين، نظريا وتطبيقيا، في المدارس العليا للأساتذة وكلية علوم التربية، فلقد كان من الأجدر والمنطقي أن يلتحق هؤلاء بممارسة مهن التدريس في حدود المناصب المتوفرة، دون إقصاء. لكن بالمقابل فإقرار شرط تسقيف السن، وتحديداً في هذه الحالة حيث التأهيل التربوي متوفر، من المؤكد أنه لا يستند إلى أيِّ أساسٍ علمي أو عملي. بناءً على ذلك، نسائلكم، السيد الوزير المحترم، حول الغاية والجدوى من المسالك الجامعية التربوية إذا لم تكن بلادُنا ستستفيد من تكوين خريجيـــها؟ كما نسائلكم حول التدابير التي ينبغي اتخاذها من أجل حذف شرط تسقيف السن لولوج مباريات مهن التربية والتكوين أو الالتحاق بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، ولا سيما بالنسبة لحاملي الإجازة في التربية والإجازة المهنية في المسالك الجامعية للتربية؟ وتقبلوا، السيد الوزير، فائق عبارات التقدير والاحترام.