الأسئلة الشفوية

تعد الرياضة في تنوع أبعادها وتكاملها، رافعة لتحقيق الرفاه والنهوض بالصحة البدنية والنفسية ورعايتها، ووسيلة لتحقيق التنمية البشرية، ونشاطا مدرا للاستثمارات وفرص الشغل، وعنصرا محدثا للقيمة المضافة، ومصدرا جديدا للنمو بالنظر إلى قدرتها على الصمود في وجه الصدمات الظرفية، وعاملا يساهم في توطيد التمساك الاجتماعي ونشر قيم التسامح والتعايش وتعبئة الشباب على مواجهة كل أشكال التطرف والعنف. وكما هو معلوم، فإن السياسة الرياضية هي بطبيعتها سياسة عرضانية، بالنظر إلى أنها تتداخل مع سياسات عمومية أخرى تسعى إلى بلوغ الغايات ذاتها (السياسات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وغيرها)، غير أنها لا تحتل حتى الآن المكانة الجديرة بها في إطار السياسة التنموية للبلاد، بشكل يعكس أدوارها ويعزز انعكاساتها الاجتماعية والاقتصادية والصحية والثقافية والبيئية والسياسية. وحيث إن ربط قطاع الرياضة في الهيكلة الحكومية الجديدة، بقطاع التربية الوطنية، وإن كان الهدف من ذلك نبيلا، إلا أن اعتبار الرياضة ثانوية ضمن هذه الهيكلة، لم يحسن من المؤشرات بل إن واقع الممارسة الرياضية ببلادنا اليوم، يكشف عن معطيات جد مقلقة، من ضعف الممارسة من لدن الساكنة (300.000 ألف ممارس وممارسة) والتراجع المستمر لنتائج الرياضيين المغاربة في مختلف التظاهرات الرياضية فضلا عن ما تعيشه معظم الجامعات الرياضية (ألعاب القوى، الدراجات، الملاكمة، التنس...وغيرها) والعصب الجهوية والجمعيات الرياضية من هشاشة بنيوية ومن ضعف في الأداء بالرغم من تبوء المغرب صدارة دول القارة في الاستثمار الرياضي. وقد التزمت الحكومة في برنامجها الحكومي، برزمة من التدابير التي تهدف إلى تقوية حضور المغرب على الساحة الرياضية جهوية ودوليا، والحث على تنسيق وتكاثف الجهود من أجل تحسين إنجازات الرياضيين المغاربة على الصعيد الجهوي والدولي في مختلف التظاهرات الرياضية الفردية والجماعية. وبناء عليه، فإننا نسائلكم السيد رئيس الحكومة عن استراتيجية الحكومة لبلورة سياسة عمومية للنهوض بالرياضة الوطنية تتأسس على اعتبار الرياضة بعدا إنسانيا داخل المجتمع، وبعدا استراتيجيا شاملا يأخذ بعين الاعتبار مختلف الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمنظومة الرياضية، ويتجاوز النظر الضيقة التي تعتبر الرياضة مجرد ترفيه، مع اعتماد مقاربة تشاركية لجميع الفاعلين الحكوميين والشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين ومكونات المجتمع المدني والخبراء والرياضيين. ومدى التزامكم في تنفيذ مجموع الالتزامات التي أعلنتم عنها في برنامجكم الحكومي، وأية سياسة عمومية تعتمدونها من أجل الارتقاء بالمنظومة الرياضية.