شكل المجال العمومي، من ساحات عمومية وشوارع وأزقة، مجالا للتنافس بين القوى الاستعمارية لترسيم رموزها وترك آثارها على مكونات هذا المجال، سواء في فترة الحماية أو بعد الاستقلال. وقد تجسد ذلك على الخصوص في مدينة الدار البيضاء التي اهتم الجنرال ليوطي بعصرنتها وبناء مرافقها الاقتصادية والإدارية والتعليمية لتجسد معالم الحضارة الفرنسية وإشعاعها الفكري والثقافي والحضاري. وهكذا قام أول مقيم عام بالمغرب بإطلاق عدة أسماء فرنسية على شوارع وساحات ما سمي بالمدينة العصرية، وبعض أزقة المدينة القديمة وعدد من الساحات العمومية. لكن اليوم تزخر ذاكرتنا المغربية بعدد من الأحداث والمحطات الوطنية وبأسماء عدد من الرموز والمناضلين والمفكرين والمثقفين والسياسيين، والذين هم أولى بتخليد أسمائهم عرفانا منا بما قدموه من تضحيات وأعمال جليلة لهذا الوطن. لذلك نسائلكم السيد الوزير عن خطة وزارتكم بتنسيق مع المجالس الجماعية المنتخبة من أجل اعتماد أسماء مغربية للأزقة والشوارع والساحات العمومية بمختلف مدننا وذلك كوسيلة لتكريس قيم الوطنية وحفظ عدد من الرموز والأحداث في الذاكرة المغربية والقطع مع الحقبة الاستعمارية الفرنسية. كما نسائلكم عن مدى اعتماد اللغة العربية وغيرها من اللغات التي تتم بواسطتها عدد من اليافطات وعلامات التشوير بعدد من الطرق الوطنية.