الأسئلة الشفوية

تدركون أهمية الجالية المغربية بالخارج سواء في الاقتصاد المغربي أو في تصدير صورة المغرب عبر العالم حيث يقدر العدد الإجمالي لمغاربة العالم بين 6 و6.5 مليـون شخص ولعل ما حققه المنتخب المغربي المكون في أكثر من نصف لاعبيه من أبناء الجالية المغربية بالخارج من إنجاز غير مسبوق في كأس العالم بقطر لخير دليل على أهمية الاهتمام بهذه الفئة من الشعب المغربي. غير أن واقع الحال يدعو للقلق من مستقبل الروابط بين الجالية المغربية بالخارج ووطنهم الأم المغرب بحيث أن ضمان استمرار العلاقات الأساسية التي تربطهم بوطنهم تقتضي تذليل الصعوبات التي تعترضهم بسبب اغترابهم. وفي هذا الإطار وجب التذكير بأرقام رسمية تدعو للقلق صادرة عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في تقرير قدمه يوم الأربعاء 21 دجنبر 2022 بالرباط حول "تمتين الرابط الجيلي مع مغاربة العالم، الفرص والتحديات"، حيث أوضح هذا الأخير عن عدم رضا مغاربة العالم عن مجموعات من الخدمات والقطاعات خصوصا الصحة والإدارة والخدمات القضائية والمحافظة العقارية والاستثمار بالمغرب. وهكذا أوضح تقرير المجلس، أن الآراء المعبر عنها من طرف مغاربة العالم تعتبر أن العروض المتوفرة في مجال الرعاية الصحية في المغرب غير مرضية بنسبة 84.4 في المائة، على غرار الخدمات الإدارية (71.2 في المائة)، والخدمات القضائية (65.8 في المائة)، والخدمات المتعلقة بالاستثمار (59.7 في المائة) والخدمات المقدمة في إطار المحافظة العقارية (54.3 في المائة). ورغم توقع المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أن يتجاوز حجم التحويلات المالية لمغاربة العالم 100 مليار درهم السنة الجارية غير أنه حذر في نفس التقرير من مغبة اصطدام هذه التحويلات المالية بمخاطر الاستدامة، خاصـة فـي ضـوء شـدة الأزمات المالية والاقتصادية وتواليها. كما تساءل عـن مـدى قـدرة المغرب على توجيه هذه التحويلات المالية نحـو أنشطة إنتاجية واستثمارات طويلة الأمد، خصوصا مع تصاعد معاداة ظاهـرة الهجرة في العديد من بلدان العالم، خصوصا الدول الغربية وتحديدا أوروبا التي يقطن بها معظم أفراد الجالية المغربية بالخارج. وعليه نسائلكم السيد الوزير المحترم عن الحلول والمقترحات اللازمة لتفادي مثل هذه الصعوبات التي تشكل هاجسا حقيقيا لمغاربة العالم وخطة العمل التي يمكن أن تحفز هذه الفئة على الارتباط أكثر فأكثر بوطنهم الأم المغرب خصوصا في الميادين والقطاعات المذكورة في معرض سؤالنا هذا.