الأسئلة الشفوية

السيد رئيس الحكومة المحترم؛ لا شك في أنَّ قضية إصلاح التعليم ببلادنا هي إحدى الملفات التي يتعين أن تحظى بالأولوية فعلياًّ في عمل الحكومة. وذلك بالنظر إلى أن التعليم هو المدخل الأول والأساسي لكي نضمن تقدُّمَ بلادنا على جميع المستويات، وإنجاحَ كافة الأوراش الإصلاحية الأخرى، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وديموقراطياًّ. في هذا الإطار، يعلم الجميع أن هذه الحكومة عندما جاءت، وجدت الطريقَ مُعَبَّداً من حيث رؤية الإصلاح، حيث تمَّت، قبل هذه الولاية، بلورةُ التشريع الإطاري والوثائق المرجعية المتفق عليها، والتي كانت مَحَطَّ نقاشٍ مؤسساتي ومجتمعي أَخَذَ جُهداً كبيراً ووقتاً طويلاً. في نفس الوقت، جاء في برنامجكم، السيد رئيس الحكومة، عددٌ من الالتزامات والوعود العالية. لكن عمليا، وبعد مرور نصف ولايتكم، لا يزالُ الواقعُ التعليمي كما هو، ولا تزال المدرسة العمومية، على وجه الخصوص، تعاني نفس الاختلالات والنقائص. بل أكثر من ذلك، شهدنا أزمة تعليمية خانقة هذا الموسم، لم تُدَبِّرها الحكومة كما يلزم، وارتبطت بالنظام الأساسي والأوضاع المادية لنساء ورجال التعليم الذين يشكلون حَجرَ الزاوية في أيِّ إصلاح لمنظومتنا التعليمية. وهي الأزمة التي ضحيتُـــها الأولى ملايينُ التلميذات والتلاميذ في المدرسة العمومية المغربية، الذين تأثَّــــر تحصيلُهم الدراسي بشكلٍ بالغ. وهكذا، يظل لحد الآن إصلاحُ منظومتنا التعليمية مؤجَّلاً، من حيث المضامين والبرامج والمناهج. وعليه، نسائلكم، السيد رئيس الحكومة المحترم، حول القرارات التي سوف تتخذونها فيما تبقى من عمر حكومتكم لأجل إصلاح منظومتنا التعليمية، بما يحقق مدرسة عمومية تسودها الجودة والتميُّز وتُتيحُ تكافؤ الفرص؟ وتقبلوا فائق عبارات التقدير والاحترام.