السيدة الوزيرة المحترمة، يعيش قطاع الصناعة التقليدية، شأنه شأن باقي القطاعات الاقتصادية الوطنية، واقعا صعبا بالنظر للآثار السلبية لجائحة كورونا. ولان كانت هذه الجائحة تبدو ظرفية ويمكن تجاوزها مستقبلا بفضل الله أولا، ثم بفعل الإجراءات التي اتخذتها بلادنا ولاسيما إطلاق الحملة الوطنية للتلقيح من طرف جلالة الملك حفظه الله، مما يفتح أفق العودة إلى الحياة الاقتصادية والاجتماعية الطبيعية، إلا أن قطاع الصناعة التقليدية وبالخصوص حرفة "النحاسيات" تعيش اليوم تحت وطأة أمر مستجد وذو طابع هيكلي وستكون له آثار وخيمة وسيقضي على هذه الحرفة لا قدر الله إن لم يتم تدارك الأمر على عجل. ويتمثل من جهة هذا المستجد الدخيل على صناعتنا التقليدية اليدوية في بروز وارادات لمجموعة من المنتوجات النحاسية الصينية تشبه إلى حد بعيد شكلا - وليس مضمونا ولا معدنا - منتجات الصناعة التقليدية النحاسية المغربية تستورد من الخارج بكميات كبيرة وتعرض في الأسواق بأثمنة بخسة إلى جانب منتوجاتنا النحاسية مما سيقضي لا محالة على صناعتنا النحاسية الحقيقية. ويتمثل من جهة اخرى المستجد الدخيل أيضا في ظهور آلة الليزر المستوردة من الصين والتي تستعمل في حرفة النحاسيات لتقوم مقام العمل الفني اليدوي ولتعوض الصناعة والبراعة اليدوية المغربية بأمور هجينة ولا تمت غلى الصناعة التقليدية بصلة. وعليه، نسائلكم السيدة الوزيرة: - عن الإجراءات التي قمتم أو ستقومون بها بشكل مستعجل ودون انتظار لوضع حد نهائي ومستعجل لاستيراد هذه المنتوجات وكذا لاستيراد واستعمال هذه الآلة الدخيلة في إطار ما تسمح به اتفاقيات التجارة العالمية والتي تسمح بمنع الاستيراد في إطار الإجراءات الاحترازية لمحاربة ظاهرة الإغراق وللحماية والحفاظ على الخصوصية الثقافية وعلى الموروث الثقافي المتمثل في صناعتنا التقليدية وعلى الكفاءة اليدوية المكتسبة وما تمثله من رصيد لا مادي لبلدنا ومن فرص الشغل ولاسيما بالمدن العتيقة للمملكة.