الأسئلة الشفوية

"السيد رئيس الحكومة المحترم؛ انخرط المغرب منذ الاستقلال في جهود تعزيز شبكة البنية التحتية الوطنية، وعرفت وتيرة إنجاز أسرع وأقوى بفضل سياسة الأوراش الكبرى التي انتهجها المغرب منذ خمس وعشرون سنة، مما أثر بشكل إيجابي على تقوية النسيج الاقتصادي الوطني، وعلى تنفيذ بعض الاستراتيجيات القطاعية. ورغم أهمية ما أنجز على هذا المستوى، إلا أن بلادنا لا تزال تواجهها مجموعة من التحديات، تتصل أولا بالعدالة في التوزيع المجالي لمشاريع البنية التحتية وإنجازها، ولاحظنا كيف استقطبت مناطق معينة على حصة الأسد من هذه المشاريع، وبالأخص ما يتعلق بالطرق ومحطات النقل الجوي، ووسائل النقل السككي، وخدمات المواصلات السلكية واللاسلكية والتجهيزات المائية والطاقية، والبنية الأساسية الاجتماعية في قطاعات التعليم والصحية والثقافة والرياضة وفي مختلف الخدمات الاجتماعية، وهو ما يجب الاشتغال على تداركه ومعالجته. كما يواجه المغرب تحديا آخر يتعلق بكفاءة بنيته التحتية وتحديثها، لجعلها قادرة على الاستجابة لتطلعات المستعملين، بما يُسْهم في تحسين مناخ الأعمال وجذب الاستثمارات وتنمية الابتكار واستعمال التكنولوجيا، وتوسيع حجم السوق لخلق المزيد من فرص العمل وتحسين القدرة التنافسية الوطنية، والتأثير الإيجابي على المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية، والثقة في الرأس مال الاجتماعي والانفتاح على التغيير. ونعتقد أن التحدي الأكبر الذي يواجه بلادنا هو النجاح في تنظيم كأس العالم لعام 2030، وهو ما يتطلب تعبئة وطنية استثنائية لتسريع تنزيل جميع الأوراش الاستراتيجية والمهيكلة المتعلقة بتنظيم هذه التظاهرة، وهي في الحقيقة ليست هدفا في حد ذاته، بقدر ما يجب التعامل معها كمدخل لتعزيز دينامية نمو الاقتصاد الوطني، وخلق المزيد من فرص الشغل، والمساهمة إيجابيا في تحديث وتطوير البلاد، وتعزيز جاذبيتها السياحية، وربطها مع محيطها الإقليمي والدولي، والترويج للقيم الكونية للسلام. صلة بذلك، نسائلكم، السيد رئيس الحكومة المحترم، عن ملامح السياسة العامة التي تسهرون على تنفيذها من أجل تعزيز البنية التحتية الاساسية الوطنية، وتسخيرها لتكون رافعة من رافعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، وربح الرهانات المستقبلية التي تواجهها؟ وتقبلوا فائق عبارات التقدير والاحترام".