السيد الوزير المحترم؛ يعتبر الدعم التربوي حلقة أساسية تُمكِّن المتعلمين المتعثرين من تعزيز وتحسين معارفهم الأساسية وكفاياتهم اللازمة من أجل ضمان مواصلة تمدرسهم إلى غاية نهاية التعليم الإلزامي. ومن أجل تحقيق هذا المبتغى وتفعيلاً لمقتضيات خارطة الطريق 2022/2026، وخاصة الالتزام الثالث المرتبط بمجال التلميذ، صدرت مؤخرا مذكرات أكاديمية وإقليمية تهم الدعم التربوي، والتي من خلالها تم تنزيل مرسوم رقم 2.20.472 الصادر في 15 محرم 1443(أغسطس2012) في شأن دروس الدعم التربوي، والذي ينص على أن الدعم مؤدى عنه. وقد تم تخصيص مبلغ 70 درهماً للساعة لفائدة التعليم الابتدائي والإعدادي، و100 درهم لفائدة التعليم الثانوي التأهيلي ولا يتعدى عدد الساعات الإضافية أربع ساعات في الأسبوع. في هذا الإطار، لابد من تسجيل الملاحظات التالية: أولا: عدد ساعات العمل بالتعليم الابتدائي هو 30 ساعة + أربع ساعات خاصة بالدعم، و هذا يجعل الأستاذ أمام 34 ساعة أسبوعيا، زيادة على زمن الإعداد و التحضير، وهذا المعطى هو الذي أقصى هذه الفئة من الترخيص من أجل الساعات الإضافية بالتعليم الخصوصي في مذكرات سابقة ( مذكرة 109/ 2008) مما يدفعنا إلى طرح الأسئلة الحقيقية المتعلقة بتخفيض ساعات العمل بالسلك الابتدائي إلى24 ساعة إسوة بباقي الأسلاك، بشكل يضمن المردودية و يتفادى إرهاق الأساتذة، ثم يترك الفسحة بالنسبة للتلاميذ لممارسة الحق في الأنشطة الموازية المرتبطة بمرحلة الطفولة. ثانيا: المرسوم المنظِّم لعملية الدعم يتحدث عن التعليم الإلزامي في المادة الأولى، كما أنه يتحدث في المادة الثالثة عن دروس الدعم بالتعليم الابتدائي والإعدادي ويقصي التعليم الثانوي التأهيلي. وبالتالي نتساءل هل الاعتمادات المرصودة للأكاديمية في شأن الدعم تخول لها منح تعويض لأساتذة التعليم الثانوي رغم إقصائهم غير المبرر من المرسوم. ثالثا: تم إغفال تعويض الإدارة التربوية، وهي الفئة المسؤولة عن تدبير هذه العملية التي تقتضي العمل حتى في أيام الآحاد، ببعض مؤسسات في العالم القروي، نظرا لضعف بنيات استقبال التلاميذ، وفي ظل غياب مساعد إداري أو تقني أو حارس أو حتى منظف. رابعا: لماذا لم يتم توحيد مقادير التعويض بين جميع الأسلاك، خاصة ونحن في سياق أجرأة التصور الموحد والمحفز للنظام الأساسي الجديد لموظفي التعليم. وأخيرا، نسائلكم، السيد الوزير المحترم، عن الإجراءات والتدابير التي تعتزمون القيام بها قصد التفعيل الأمثل لعملية الدعم التربوي وفق مقاربة نسقية واستباقية من أجل نجاعة وفعالية أكبر؟