كلمة السيد كريم غلاب رئيس مجلس النواب بمناسبة عقد جلسة برلمانية خاصة بالقدس في إطار دعم الحملة الدولية لكسر حصار القدس الرباط 14 ماي 2012 بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه السيد رئيس مجلس المستشارين، السيد رئيس الحكومة، السيدة والسادة الوزراء، السيد سفير دولة فلسطين، السيد عميد السلك الدبلوماسي الإسلامي، السيد منسق الفعاليات المغربية لدعم "الحملة الدولية لكسر حصار القدس" السيدات والسادة البرلمانيين المحترمين، تأكيدا وتجسيدا للمواقف المبدئية والثابتة للشعب المغربي في مساندة الكفاح العادل للشعب الفلسطيني من أجل بناء دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، نعقد هذه الجلسة في إطار الحملة الدولية لكسر حصار القدس الشريف ، مدينة المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. كما أغتنمها مناسبة للتوجه باسم مجلس النواب بالشكر للفعاليات المغربية لدعم الحملة الدولية لكسر حصار القدس على مبادرتهم الكريمة للفت أنظار الرأي العام والمنتظم الدولي دولا وحكومات ومنظمات ومجتمعا مدنيا، إلى الظروف الاقتصادية المزرية والوضعية الاجتماعية المأساوية التي يعيشها السكان المقدسيون والتي تتنافى مع ابسط مبادئ العدالة والكرامة وتخالف الأسس السامية لحقوق الإنسان. حضرات السيدات والسادة إن ما تشهده مدينة القدس الشريف من أعمال الهدم والتخريب والحفريات وطمس المعالم الأثرية والثقافية والدينية والروحية والحضارية، واقتحام لباحات المسجد الأقصى المبارك ، ومنع المصلين من الدخول إليه لأداء شعائرهم الدينية، ومختلف أوجه الاستيطان، وأشكال التهويد وتغيير معالم المدينة ، ومصادرة أراضي المقدسيين وممتلكاتهم والمس بهوياتهم الفردية والجماعية، يعد خرقا سافرا للشرعية الدولية ، ومسا خطيرا بمقتضيات القانون الدولي التي تعتبر القدس جزءا لا يتجزؤ من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 ، وتقويضا للجهود التي يبذلها المنتظم الدولي لإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وتهديدا لأمن وسلام واستقرار منطقة الشرق الأوسط بكاملها. وإدراكا لهذه التداعيات الخطيرة والممارسات اللامسؤولة للسلطات الإسرائيلية ، فإن المملكة المغربية ملكا وحكومة وشعبا وفاء لالتزاماتها الدولية وما دأبت عليه من المساهمة في الجهود الخيرة والمبادرات الصادقة لن تدخر جهدا لمساندة الشعب الفلسطيني الشقيق من خلال مواصلة المساعي لدى الدول الصديقة والأعضاء الدائمين لمجلس الأمن والرباعي الدولي من أجل الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة ، وعبر دعوة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته كاملة في مطالبة السلطات الإسرائيلية بوقف ممارساتها اللامشروعة ، والالتزام بقرارات هيأة الأمم المتحدة. وفي هذا الصدد ، نعبر عن عميق تقديرنا وإشادتنا بالمساعي الحثيثة التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس نصره الله رئيس لجنة القدس لنصرة القضية الفلسطينية، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهو ما ترجمته عدة مبادرات قوية، مادية ورمزية وأخلاقية، كانت آخرها -كما نعلم -الرسائل الأخيرة التي بعثها جلالة الملك إلى رؤساء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن وقداسة بابا الفاتيكان والأمين العام للأمم المتحدة والمدير العام لليونسكو ورئيس مجلس الاتحاد الأوربي بشأن التطورات الخطيرة بالقدس الشريف. وما جسدته أيضا الرسالة السامية التي بعث بها جلالته إلى المؤتمر الدولي المنعقد بالدوحة حول نفس الموضوع من تجديد للالتزامات وحرص شديد على حاضر ومستقبل القدس. كما لا أريد أن تفوتني هذه الفرصة دون أن أثمن عاليا ما تقوم به وكالة بيت مال القدس في حماية الحقوق العربية والإسلامية والحفاظ على التراث الديني والثقافي والحضاري في المدينة المقدسة ، وتقديم العون لسكانها من خلال دعـــــــــــــــــم وتمويل عدة مشاريع في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان وغيرها من البرامج الخيرية والإنسانية المهمة. ولا أحتاج إلى التذكير بالمساهمة المتميزة للمملكة المغربية على مختلف الأصعدة في المشروع الفعلي لهذه الوكالة. حضرات السيدات والسادة إننا ونحن نجتمع في هذه الجلسة البرلمانية لمساندة الحملة الدولية لكسر حصار القدس نتطلع لأن تشكل هذه الجلسة سندا قويا للقدس والمقدسيين وفضاء لتنوير الرأي العام الدولي بقضية الشعب الفلسطيني الصامد الذي يناضل من أجل حريته واستقلال أراضيه وبناء دولته الحرة الوطنية الكاملة السيادة وعاصمتها القدس. وفي هذا الإطار ، لا يسعنا إلا أن نندد بالسلوك الإسرائيلي المتغطرس تجاه الشعب الفلسطيني بصفة عامة والمواطنين المقدسيين بصفة خاصة ، وما ترتب عنه من طمس هوية المدينة والعبث بمقدساتها الدينية الإسلامية والمسيحية على السواء ، وتكريس سياسة الاستيطان ، وذلك في تحد سافر للمواثيق الدولية والقانون الدولي، وكذا للأعراف والأخلاق الإنسانية. إننا نستنكر بشدة ما أقدمت عليه السلطات الإسرائيلية من حملة اعتقالات ضد نواب منتخبين مقدسيين ، وهي مناسبة للتعبير عن مساندتنا المطلقة ، وعن تضامننا مع إخواننا النواب المحتجزين في السجون الإسرائيلية ، مطالبين بإطلاق سراحهم جميعا والعودة إلى أهلهم وديارهم في أقرب الآجال . وانطلاقا من التشبث القوي لمجلس النواب بقيم المحبة والسلام وتشجيع ثقافة الحوار والتعايش بين الشعوب والأديان والحضارات ، وإدراكا منه لكون استتباب السلم والأمن والاستقرار، سواء على مستوى منطقة الشرق الأوسط أو على الصعيد العالمي، لن يعرف طريقه إلى الوجود إلا بإيجاد حل شامل وعادل ونهائي للصراع العربي الإسرائيلي على أساس قرارات الأمم المتحدة ومبادئ العدل والإنصاف ، فإن مؤسستنا وضمن دبلوماسية برلمانية فعالة ستستمر في الدفاع عن الحقوق المشروعة للفلسطينيين والمواطنين المقدسيين على الخصوص في مختلف المحافل والمنتديات البرلمانية الدولية، باعتبار ذلك أحد الأولويات الأساسية لنشاطنا الدبلوماسي على الصعيد الثنائي والمتعدد الأطراف. وبنفس الجهود والإرادة سنواصل مساعينا لاتخاذ كل المبادرات والتعاون مع جميع الأطراف من أجل حمل إسرائيل على وقف ممارساتها العدوانية، ومشاريعها الاستيطانية ، وذلك لصنع مستقبل يسوده الأمن والسلام. كما سنــــــــــــواصل دعـــــمنا اللامشروط للحملة الدولــــــــــــية لكسر حصـــــــــار القدس ومجهوداتها الدؤوبة ومبادراتها لتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني وبناء دولة فلسطين العـــــــــــربية المستقلة التي تتمتع بكامل سيادتهــــــــا على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشريف. والسلام عليكم ورحمة الله عليكم وبركاته.