تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الرباط 29 نونبر2012: كلمة السيد كريم غلاب، رئيس مجلس النواب في افتتاح الاجتماع الثالث لغرف التجارة والصناعة بإفريقيا والعالم العربي

29/11/2012

كلمة السيد كريم غلاب، رئيس مجلس النواب في افتتاح الاجتماع الثالث لغرف التجارة والصناعة بإفريقيا والعالم العربي

الرباط 29 نونبر 2012


 

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين واله وصحبه

السيد الدكتور محمد الشيخ بيد الله ، رئيس مجلس المستشارين

السيد كابرييل نتيسيزيرانا ، رئيس الرابطة، ورئيس مجلس الشيوخ البورندي

السيد لحسن حداد، وزير السياحة

السيد إدريس حوات، رئيس جامعة الغرف المغربية للتجارة والصناعة والخدمات

السيد عبد الواسع يوسف علي، الأمين العام للرابطة

حضرات السيدات والسادة

يشرفني أصالة عن نفسي ونيابة عن كافة أعضاء مجلـس النـواب   أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى أخي وزميلي الدكتور محمد الشيخ بيد الله   رئيس مجلس المستشارين على دعوته الكريمة لحضور الجلسة الافتتاحية         لأشغال الاجتماع الثالث لغرف التجارة والصناعة في دول إفريقيا والعالم العربي، والذي ينعقد تحت شعار " الاستثمارات والمبادلات التجارية العربية الإفريقية: انبثاق قطب اقتصادي جديد"، هذا اللقاء الذي يشكل مناسبة لتبادل الأفكار والخبرات حول مختلف التحديات التي تواجهها المنطقة في مجال التعاون الاقتصادي، وكذا السبل الكفيلة بالنهوض بالاستثمارات وحجم المبادلات التجارية بين الدول العربية والإفريقية.

حضرات السيدات والسادة

يعتبر موضوع العلاقات العربية-الإفريقية من المواضيع التي استأثرت في الآونة الأخيرة باهتمام عدد من الفاعلين السياسيين والاقتصاديين، وعدد من المنظمات الإقليمية والجهوية والدولية .

إن هذا الاهتمام ليس ناتجا فقط عن عامل الجوار الجغرافي والتقارب الثقافي والحضاري فقط، بل هو انعكاس كذلك لمختلف العلاقات الإنسانية الضاربة في عمق التاريخ منذ ألاف السنين.

كما أن تعزيز هذه الروابط التاريخية والمصير المشترك لشعوبنا ليحتم علينا جميعا مواصلة الحوار البناء والتشاور والعمل الميداني الفعال وفق رؤية إستراتيجية شاملة ومندمجة تقوم على أساس المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة لمختلف سكان المنطقتين العربية والإفريقية.

وفي هذا الإطار، فإننا نؤكد أن هذا الاجتماع الثالث لغرف التجارة والصناعة في دول إفريقيا والعالم العربي يعتبر محطة أساسية في ترسيخ تعاوننا جنوب-جنوب، والاهتمام أكثر بالتحديات الاقتصادية التي تعرفها المنطقة، ومجابهة مختلف العوائق السياسية والإدارية التي تحول دون تطوير الاستثمارات البينية والمبادلات التجارية، هذا في الوقت الذي لازلنا نعاني من تداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية التي شهدتها العديد من الدول الغربية التي تربطنا معها علاقات تجارية واقتصادية، وهو ما يدفعنا إلى تبني مقاربة جديدة تعتمد على تنويع الوجهات الاقتصادية والتركيز على فاعلين ومناطق جديدة وفي مقدمتها المنطقة العربية والإفريقية.

وضمن هذا المنظور، يشكل التعاون العربي-الإفريقي أحد المداخل الرئيسية للتكتلات الإقليمية المستقبلية، وأحد الرهانات المهمة لتحقيق التكامل الاقتصادي وضمان التنمية الشاملة والمستدامة، والتجاوب مع انتظارات وتطلعات شعوب المنطقة خاصة وأن المنطقة العربية والإفريقية تزخر بمؤهلات وثروات طبيعية قل نظيرها سواء في مجال الطاقة والمعادن أوفي الميادين الفلاحية والزراعية والصناعية والسياحية والخدماتية، فضلا عن كون هذه المنطقة تشكل سوقا بأكثر من مليار و200 مليون نسمة، وهو ما يؤهلها لتكون قوة اقتصادية مؤثرة وفعالة  إذا ما تظافرت الجهود و المساعي بين جميع بلدان المنطقة.

حضرات السيدات والسادة

إيمانا من المملكة المغربية بأهمية التعاون مع العالم العربي والإفريقي، فقد جعلته الدولة أحد خياراتها الإستراتيجية وأهدافها الرئيسية، بل الأكثر من ذلك، فقد تم تكريس هذا البعد دستوريا، إذ تنص الوثيقة الدستورية على "تقوية علاقات التعاون والتضامن مع الشعوب والبلدان الإفريقية ولاسيما بلدان الساحل وجنوب الصحراء"، و"تعميق أواصر الانتماء إلى الأمة العربية"، وكذا "تقوية التعاون جنوب-جنوب"، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الإرادة الأكيدة والقناعة الراسخة في توطيد العلاقات مع دول المنطقة ، واستثمار جميع المؤهلات الطبيعية والاقتصادية والبشرية التي تزخر بها البلدان العربية والإفريقية واستثمارها بشكل أكثر عدلا وتوازنا وتكافؤا وتضامنا وإنصافا، وجعلها وسيلة للقضاء على جميع صور الفقر والتهميش والإقصاء والهشاشة، ومختلف الأمراض والكوارث التي تشهدها بعض دول المنطقة. 

كما أن المؤشرات الاقتصادية الايجابية الأخيرة للدول الإفريقية من حيث النمو الاقتصادي وارتفاع الناتج الداخلي الخام ليعطي فرصا إضافية لتعزيز التعاون العربي الإفريقي عبر تكثيف استثماراتنا وتقوية مبادلاتنا التجارية ، وعقد اتفاقيات تجارية باختلاف أنواعها.

وتجسيدا لذلك، فإننا ندعو إلى تبني إستراتيجية تشاركية واضحة وبأهداف محددة ووفق منهجية ناجعة من أجل بلورة خطة متكاملة تحدد الإطار الأمثل لانبثاق قطب اقتصادي جديد بين الدول العربية والإفريقية.

ولتحقيق ذلك، فإننا ندعو إلى عقد اجتماعات عربية وإفريقية مشتركة وبصفة دورية ومنتظمة للفاعلين السياسيين والاقتصاديين وغيرهم، وإجراء دراسات تقنية وعلمية للإمكانيات المادية والطبيعية والموارد البشرية قصد تسهيل تدفق الاستثمارات وجلب رؤوس الأموال، وتوفير مناخ جيد وملائم للاستثمار عبر تذليل الصعوبات وتبسيط الإجراءات، وخلق إطار قانوني محفز للاستثمار، ووضع إستراتيجية لإقامة استثمارات ومشروعات اقتصادية مشتركة في المجال الإنتاجي والصناعي والعلمي والتكنولوجي، وتكثيف الحركة التجارية بين الطرفين، وتوطيد العلاقات بين غرف التجارة والصناعة بإفريقيا والعالم العربي، وإقامة معارض تجارية عربية وإفريقية، وتدعيم المؤسسات المالية القائمة أو التفكير في إحداث أخرى كلما دعت الحاجة إلى ذلك.

ولا أريد أن تفوتني هذه الفرصة ونحن نستعرض بعض المقومات الاقتصادية التي تزخر بها المنطقتان العربية والإفريقية، دون الإشارة إلى المؤهلات الاستثمارية التي  تتوفر عليها بلادنا، وذلك بفضل موقعها الجغرافي، واستقرارها السياسي، ومختلف الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي قامت بها المملكة، وعدد الاتفاقيات التي أبرمتها مع العديد من دول العالم، وحجم الاوراش المفتوحة ببلادنا ، ومستوى البنيات التحتية، وتحسين مناخ الاستثمار، وتحسين الحكامة، وتبسيط المساطر الإدارية ، وتخليق الحياة العامة، فضلا عن تحرير التجارة والأسعار، وسن تحفيزات ضريبية وجمركية ، وإنشاء مناطق حرة وغيرها من الإجراءات المهمة.

كما قامت الدولة بإعداد عدد من المخططات القطاعية، نذكر من بينها مخطط المغرب الأخضر للنهوض بالمجال الفلاحي، والمخطط الطاقي          أفق 2020، وإستراتيجية تنمية القطاع السياحي رؤية 2020 ، مخطط اليوتيس للصيد البحري أفق 2020، مخطط رواج 2020، رؤية 2015 للصناعة التقليدية، إستراتيجية المغرب الرقمي، ومخطط émergence وغيرها من المخططات المهمة.

وبالموازاة مع هذا فقد أصبحت بلادنا في الآونة الأخيرة قطبا مهما لبعض القطاعات الواعدة مثل الطاقات المتجددة، أو ما يسمى بالاقتصاد الأخضر.

حضرات السيدات والسادة

هذه بعض الأفكار التي نريد أن نتقدم بها في هذا اللقاء، والذي نتمنى أن يخرج بخلاصات مهمة تساعدنا جميعا في بلورة رؤية واضحة لمستقبل المنطقة، وتحقيق مشروعنا العربي الإفريقي الكبير، مشروع انبثاق قطب اقتصادي جديد كإطار لحل مشكلات الحاضر والتطلع نحو مستقبل زاهر، وتوفير غد أفضل لشعوب المنطقة بمزيد من التنمية والعدل والتوازن والأمن والرخاء والتقدم.

                    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته