تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الرباط 2007/10/16 : كلمة السيد الرئيس بمناسبة انتخابه رئيسا لمجلس النواب

15/10/2007

 

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.

 أخواتي، إخواني النواب المحترمين،

يسرني قبل كل شيء أن أعبر لكم عن شكري الجزيل وامتناني وتقديري بالثقة الغالية التي طوقتم بها عاتقي وأنتم تنتخبونني اليوم لرئاسة هذا المجلس الموقر، إنني أعاهدكم على الوفاء والإخلاص لأعرافنا وتقاليدنا الدستورية وعلى التجاوب مع جميع الأعضاء والفرق المنتمية إلى الأغلبية والمنتمية إلى المعارضة سواء بسواء وأملنا أن ندرك جميعا غاياتنا المنشودة وأن يوفقني الله في إنجاح مسيرتنا الدستورية وهذا لن يتأتى إلا بمؤازرتكم وتعاونكم وعملكم معي جنبا إلى جنب، كما أعاهد المواطنات والمواطنين عن طريقكم وأنتم تمثلونهم خير تمثيل تحت هذه القبة الموقرة على بذل كامل الجهود والسعي بجد واجتهاد إلى بلورة التطلعات الوطنية وتحقيق مطامح بلدنا العزيز وما يريده منا هذا الوطن ويطالبنا به من تقدم ورفاهية وازدهار للمواطنين والمواطنات في ظل العرش العلوي المجيد تحت القيادة النيرة لمولانا أمير المؤمنين حفظه الله ونصره(تصفيقات).

إن جلالة الملك حفظه الله كما أراد للحكومة أن تكون منسجمة ومتراصة ومدعومة من قبل أغلبية برلمانية أهاب بالمعارضة أن تكون كذلك أكثر فعالية وقال حفظه الله في خطابه:

" إنه يتعين على هذا البرلمان الذي نريده أن يمارس بنجاعة كافة اختصاصاته ويساهم في زيادة الإشعاع الدولي للمغرب مستحضرا كل الاستحقاقات المقبلة ومنها دخول اتفاقيات التبادل الحر حيز التنفيذ ورفع تحديات العولمة في انتهاج دبلوماسية برلمانية محترفة" إنتهى كلام جلالة الملك، وهو كما استمعتم إليه مباشرة داخل هذه القبة وكما قرأتموه عبر وسائل الإعلام من الدرر الغالية التي ستنير طريقنا إنشاء الله وستوضح لنا النهج الذي ينبغي إتباعه والأخلاقيات التي يجب التمسك بها.

 حضرات السيدات والسادة النواب المحترمين،

إن مجلس النواب مطالب اليوم كما كان مطالب منذ تأسيسه بممارسة مهامه الدستورية كاملة، وإذا كان على عاتق الأغلبية أن تؤازر الحكومة وتساندها وتقدم لها النصح فإن المعارضة ينتظر منها كذلك أن تقوم بدور المراقبة والمحاسبة والإسهام في ميادين التشريع والحرص إلى جانب مكونات المجلس على تطبيق القوانين واحترامها، ومما لا شك فيه ونحن نسجل باعتزاز كبير ما تم إنجازه وتحقيقه بهذه المؤسسة التشريعية نعاهدكم على أننا سنواصل البناء والتحديث الذي حققه من سبقونا إلى رئاسة مجلس النواب وأريد أن أخص بالذكر هنا الأخ الرئيس الأستاذ عبد الواحد الراضي، كما سنعمل جنبا إلى جنب من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات تضيف لبنات أخرى إلى صرح الديمقراطية ودولة الحق والقانون وإذا كانت المؤسسة التشريعية منبثقة من صميم إرادة الشعب المغربي فإنها اليوم مطالبة قبل كل شيء بالانفتاح على محيطها الاقتصادي والاجتماعي من أجل خلق جسور التواصل بينها وبين منتخبيها وممثليهم في مختلف الأقاليم والجهات وربط صلات التواصل والتعاون مع المجالس البرلمانية الإقليمية والدولية.

 أخواتي النائبات، إخواني النواب،

ينتظرنا الشيء الكثير كأغلبية ومعارضة للقيام بمهامنا على أحسن وجه وتحديد الأسبقيات التي تتطور وتنمو مع توالي الأيام ولاشك أنكم ناقشتم في مجالسكم وداخل أحزابكم ما علينا أن نبادر إليه من عمل منسجم مع موقعنا الجغرافي الإستراتيجي المطل على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي وانتمائنا إلى القارة الإفريقية والعالم العربي الإسلامي .

مرة أخرى أريد أن أشكركم جزيل الشكر على الثقة التي وضعتموها في شخصي المتواضع وعلى انتخابي رئيسا لهذه المؤسسة الموقرة وأعاهدكم أنني سأكون رئيس الجميع، رئيس نزيه ورئيس لجميع النائبات والنواب المحترمين.

نسأل الله عز وجل أن يزيد من النصر والتمكين لصاحب الجلالة أمير المؤمنين محمد السادس أبقاه الله ذخرا وملاذا لشعبه الوفي وحفظه في ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن وباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين "والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

أخواتي النائبات، إخواني النواب،

قبل أن أرفع هذه الجلسة أريد أن أطلب منكم أن تمدونا باللوائح، لوائح فرقكم الموقرة وذلك في أقرب وقت ممكن ليتسنى لنا بداية العمل التشريعي في أقرب الآجال وكما تعلمون فإنه تنتظرنا فعلا استحقاقات مهمة وسنبدأ من بين هذه الأشياء المهمة بدراسة القانون المالي الذي يجب أن يصل إلى المجلس في أقرب الآجال وهناك كذلك التصريح الحكومي الذي سيلقيه على أنظاركم السيد الوزير الأول المحترم، فالفرق البرلمانية مدعوة إلى تقديم لوائحها وأسماء مرشحيها بالتوقيع لمختلف المناصب في أجل أقصاه إن شاء الله غدا مع الساعة الثانية عشرة زوالا إذا كان ممكنا لأن الآن فعلا الوقت ضيق ويجب علينا أن نستكمل أجهزة الغرفة الأولى مجلس النواب في أقرب الآجال، وأنبه كذلك في الأخير أريد أن أدعو كذلك كل ممثلي الفرق النيابية إلى الالتحاق بمكتبي هنا في هذه القبة الموقرة لنبدأ العمل ولنبدأ كذلك في تسطير جدول أعمال الأيام المقبلة، وفقنا الله جميعا لما فيه خير للبلاد والعباد وأشكركم جزيل الشكر .