تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

السيد كريم غلاب: الاحتفال بذكرى 50 سنة من الهجرة المغربية في بلجيكا مناسبة لتعزيز التقارب بين الشعبين



أكد رئيس مجلس النواب السيد كريم غلاب، اليوم الجمعة ببروكسل، أن الاحتفال سنة 2014 بذكرى 50 سنة من الهجرة المغربية في بلجيكا يشكل مناسبة ملائمة لتعزيز التقارب بين الشعبين. وقال السيد غلاب، خلال "جلسة أكاديمية" حول الذكرى الخميس للاتفاقية المغربية البلجيكية (17 فبراير 1967) حول تشغيل اليد العاملة المغربية، إن "تخليد 50 عاما من الهجرة المغربية في بلجيكا يجسد الالتزام الراسخ في وضع التراث المشترك لفائدة تعزيز التقارب بين الشعبين وتقوية المصالح المتبادلة".


وبحسب السيد غلاب، فإنه إذا كان الهدف الأصلي من هذه الاتفاقية تمحور حول تشغيل يد عاملة مغربية موجهة للمساعدة على إعادة الإعمار وتنمية بلجيكا بعد الحرب العالمية الثانية ، فإن نتائجها تجاوزت هذا الهدف . وسجل أنه مع مرور الوقت، تمكنت " أجيال صاعدة '' من الولوج إلى مناصب مسؤولية هامة في مختلف المجالات في بلجيكا، مضيفا أن السنوات الأخيرة تميزت بظهور نخبة مغربية كانت قادرة على إيجاد مكان لها على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية البلجيكية، وفرضت نفسها داخل البرلمان والحكومة والمجالس المحلية.


وفي الوقت نفسه، يضيف السيد غلاب، أبان المغاربة، الذين يشكلون أكبر جالية أجنبية من خارج الاتحاد الأوروبي في بلجيكا، عن ديناميكية كبيرة من خلال خلق جمعيات تنشط في مجالات دينية واجتماعية وثقافية بهدف الحفاظ على هويتهم المغربية والدينية، وتيسير اندماجهم في المجتمع البلجيكي على حد سواء. وقال إنه "يمكن للمغاربة أن يكونوا في الوقت الراهن فخورين بنجاح جالياتنا المقيمة في بلجيكا، ومسارهم المتميز وقدرتهم على مواجهة كل العقبات والمساهمة بشكل ملحوظ في إثراء الحياة في بلجيكا''.


ومع ذلك، يضيف رئيس مجلس النواب، فإنه يتعين أن تكون هذه الذكرى مناسبة لمناقشة قضية الهجرة، التي لا ينبغي النظر إليها، بحسبه، من زاوية ''الجيد والسيئ" ولكن من جانب الغنى الذي تتسم به. وأشار إلى أنه "يوجد بين المواقف المتطرفة، حقل واسع لاستكشاف الطرق التنظيمية التي تشجع التنقل بين فضاء وآخر، لخدمة المصالح المتبادلة''، مبرزا أن "النموذج البلجيكي المغربي الذي يحتفى به اليوم هو خير دليل على هذا الطريق''. وفي علاقة بالهجرة، أبرز السيد غلاب أنه كما كان حال بلجيكا في الماضي، فإن المغرب أضحى أيضا بلد استقبال بعدما كان بلد عبور. وذكر أنه أمام هذا الوضع أطلقت المملكة مؤخرا سياسة جديدة للهجرة واللجوء والتي أرست تدابير ملموسة لتسوية أوضاع المهاجرين غير الشرعيين ، مع التركيز في المقام الأول على جانب الحفاظ على كرامة وحرية الإنسان المستلهمة من تعاليم الإسلام المعتدل المبني على الوسطية. على صعيد آخر، أبرز السيد غلاب أن هذه الذكرى تعد مناسبة أيضا لإعطاء دفعة جديدة لتفعيل بروتوكول الشراكة الموقع في يونيو 2013 بين برلماني البلدين والذي يهدف إلى جعل المغرب، الذي يستعد لإدماج اللغة الأمازيغية في عمله البرلماني، يستفيد من الخبرة البلجيكية الطويلة في مجال ثنائية اللغة. ومن جهته، أكد السيد محمد الأنصاري، عن مجلس المستشارين، أن ''المغرب فخور بالمكانة المتميزة التي يحظى بها المغاربة في الوقت الحالي في بلجيكا والخدمات النبيلة التي يقدمونها سواء لبلدهم الأصلي أو بلد الاستقبال" .وقال السيد الأنصاري في كلمة باسم رئيس مجلس المستشارين، السيد محمد الشيخ بيد الله، إن ''المغاربة، ساهموا في الدينامية السياسية والثقافية والاجتماعية والإعلامية في بلجيكا، ونجحوا أيضا في الحفاظ على هويتهم وتشبثهم بأصولهم '' .وأشار إلى أنه يتعين الحفاظ على هذا التراث المشترك المتميز وهذه الذاكرة البشرية مع العمل على نقلها إلى الأجيال الشابة. 

المصدر ومع