تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الرباط 16/09/2013- كلمة السيد كريم غلاب بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للديمقراطية


     


  

 كلمة السيد كريم غلاب بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للديمقراطية


 


16  شتنبر 2013


 

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين

  

السيد رئيس الاتحاد البرلماني الدولي

 

السيد رئيس مجلس المستشارين

 

السادة الأمناء العامين وممثلي المنظمات الشبابية للأحزاب السياسية الممثلة بمجلس النواب

 

ممثلي وممثلات جهات المملكة ببرلمان الطفل

 

السيد الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي

 

حضرات السيدات والسادة

  

يسعدني  ويشرفني باسمي الخاص ونيابة عن كافة أعضاء مجلس النواب  أن أرحب بكم جميعا في رحاب مؤسستنا النيابية بمناسبة تنظيم هذا اللقاء بهذا الفضاء المميز بكل ما يوحي به من  دلالات الديمقراطية المواطنة ، وبما يجسده من فضائل التعددية الفكرية والحزبية والمشاركة السياسية وإعداد النخب الوطنية .

 

كما أغتنم هذه المناسبة لأتوجه بالشكر الجزيل لكل الحاضرين في هذا اللقاء المهم من رؤساء وممثلي منظمات شبيبة الأحزاب السياسية الممثلة بالبرلمان ، وممثلات وممثلي جهات المملكة في برلمان الطفل، فضلا عن مختلف الفعاليات الجمعوية ووسائل الإعلام الحاضرة معنا اليوم ، وهو ما يجسد قناعتنا القوية وإرادتنا الواضحة في ترسيخ المقاربة التشاركية والعمل الجماعي في تدبير مختلف القضايا والرهانات الوطنية والمجتمعية ، و تكريس قيم الديمقراطية المواطنة ومبادئ التعايش والتسامح والحوار والتشاور، وبناء مغرب المستقبل مغرب الازدهار والنمو والعيش الكريم.

  

حضرات السيدات والسادة

  

إن احتفالنا باليوم العالمي للديمقراطية والذي يصادف 15 شتنبر من كل سنة في مبادرة فريدة هي الأولى من نوعها في تاريخ الحياة البرلمانية المغربية ، يجسد انخراط مؤسستنا النيابية في مختلف برامج عمل الاتحاد البرلماني الدولي ، وهي مناسبة نسجل من خلالها وبكل افتخار المكانة المرموقة التي تحظى بها بلادنا داخل بنية المؤسسة البرلمانية الدولية ، كما يتيح لنا تأكيد قناعتنا الراسخة في تطوير العلاقة بين المؤسسات المنتخبة والمواطنين والمواطنات وخاصة الشباب والأجيال الصاعدة ، و بناء علاقات متينة وجسور قوية من علاقات التعاون والتواصل المتبادل ضمن مقاربة تتعدى جانب اللقاءات المناسباتية أو الموسمية إلى علاقة أكثر عمقا وشمولية وتجذرا ، علاقات تتأسس على التفاعل المباشر معهم ومع قضاياهم ، وذلك انطلاقا من إيماننا القوي بأنهم ركيزة الغد وعماد المستقبل بكل آفاقه وتحدياته ورهاناته ، وهم العنصر الأساسي لأي طفرة سياسية ونهضة  تنموية ، وذلك في انسجام تام مع السيرورة الاصلاحية التي عرفها المغرب على الصعيدين السياسي والدستوري مواكبة للتطورات التي يعرفها المجتمع المغربي ، وانخراطا في  التحولات المتسارعة التي يعرفها العالم على مستوى انتشار الفكر الديمقراطي واتساع الحقوق والاستعمال الأوسع للتكنولوجيات الحديثة .


 

إن لقاءنا اليوم وعلى هذا المستوى من التمثيلية وبكل رمزيتها السياسية وتنوع مقوماتها الثقافية والتعليمية، وتعدد مرجعياتها ومنطلقاتها الفكرية وببعدها الترابي لتجعلنا أمام محطة أساسية ومؤسسة لعمل نريده أن ينصب على اهتمامات وطموحات وانشغالات شبابنا والأجيال الصاعدة والاستماع إليهم ولأفكارهم وتصوراتهم واقتراحاتهم بخصوص أفضل الوسائل الكفيلة بتقريب المؤسسة التشريعية من الشباب وتعريفهم بالعمل البرلماني بما يضمن نشر قيم الديمقراطية ، وتطوير الممارسة السياسية والاهتمام بالشأن العام لدى طفولتنا وشبيبتنا.

 

وفي هذا الإطار ، أود أن أؤكد على الدور المتميز لبرلمان الطفل تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للامريم باعتبارها مؤسسة رائدة في التربية على قيم المواطنة والتمرين على مبادئ الديمقراطية ونشر ثقافة الحوار والتسامح والتعدد ، والتفاعل مع مختلف القضايا التي تنشغل بها الطفولة انسجاما مع تطلعات جلالة الملك محمد السادس نصره الله في الاهتمام بكل قضايا الشباب والفئات الصاعدة.

 

كما أود أن أثمن المجهودات المهمة والمتواصلة التي تقوم بها المنظمات الشبابية ليس فقط في التأطير السياسي والثقافي والتربوي للشباب ، ومواكبة تدبير الشأن العام الوطني ، بل أيضا انخراطها الجدي والفعلي في مختلف السياسات العمومية الوطنية والمبادرات المحلية.

 

حضرات السيدات والسادة

  

لا يخفى عليكم انه مهما كانت مجهودات السيدات والسادة النواب في تأهيل العمل البرلماني والرقي بالممارسة السياسية وتفعيل الدستور ، ومهما بلغت المبادرات النيابية في المجال التشريعي والرقابي والديبلوماسي وتقييم السياسات العمومية ، فإن ذلك ينبغي ان يكون في تواز مع اعتماد سياسة برلمانية قائمة على الانفتاح على المحيط الخارجي وخاصة على الشباب  والأجيال الصاعدة، وتوطيد التفاعل الايجابي والمباشر مع قضاياهم وانشغالاتهم ، والإنصات إليهم ولأفكارهم وتصوراتهم حول الاليات الملاءمة والناجعة لتقريب المؤسسة البرلمانية من الشباب باختلاف مستوياته الدراسية والتعليمية والثقافية ، وتعدد مرجعياته وتياراته الفكرية ، وتنوع محيطه الحضري والقروي ، لأننا نعتبر وهذه قناعتنا المشتركة بالنظر إلى الدور المهم للبرلمان في المشهد السياسي الوطني، وفي المنظومة الدستورية المغربية ، واعتبارا للدور المتنامي للبرلمانات على المستوى الدولي،  أنه كلما كان التعريف أشمل وأعمق بالعمل البرلماني سواء في المجال التشريعي أو الرقابية أو الديبلوماسي ، إلا وستكون له انعكاسات ايجابية على انخراط الشباب في العمل السياسي والمشاركة السياسية والارتقاء بالحس المدني والمواطنة الفاعلة .

 

واستحضارا لهذه الانشغالات ، وإيمانا منا بأهمية الانفتاح والتواصل مع المواطنات والمواطنين ، فقد عمل المجلس على إعداده خطة إستراتيجية لتطوير وتأهيل عمل مجلس النواب تتضمن من بين محاورها الرئيسية القيام بتعريف المواطنات والمواطنين وخاصة الشباب بالوظائف الدستورية والمهام السياسة للمؤسسة النيابية ومختلف أنشطتها وأعمالها، وبمركزيتها في احتضان مختلف النقاشات الوطنية، والتربية على الثقافة الديمقراطية ، وكذا التعريف بدور السيدات والسادة النواب في ترسيخ الحكامة البرلمانية وتكريس الديمقراطية، والدفاع عن قضايا الأمة.

 

ولتحقيق هذه الأهداف ، حددت الخطة محوريين رئيسين الأول يتعلق بالمخطط الإعلامي عبر التلفزة والإذاعة والصحافة  تتضمن من بين إجراءاتها إحداث قناة برلمانية تعنى بالشأن البرلماني ، وإنتاج وبث برامج تربوية وتحسيسية حول الديمقراطية ، وإنجاز شريط وثائقي حول تاريخ الحياة البرلمانية منذ الاستقلال ، ومأسسة العلاقة مع الصحافة ومنابر الإعلام.

 

أما المحور الثاني فيتعلق بالتواصل المباشر مع المواطنات والمواطنين وذلك من خلال القيام بمجموعة من التدابير من بينها التفكير في وسائل جديدة تضمن حسن استقبال وإرشاد الزوار بالمؤسسة التشريعية، وإنتاج مطبوعات وكتيبات تعنى بالشأن النيابي ، وتفعيل حق الولوج إلى الوثائق البرلمانية ، وتنظيم الاستشارات والمشاركة العامة في التشريع ، وتطوير الموقع الالكتروني للمجلس، وتعزيز العلاقات مع مختلف المؤسسات والهيئات الوطنية.

 لا شك أن هذه التدابير والإجراءات تشكل أرضية مهمة ستمكننا من تعزيز جسور التواصل والتعاون مع شبابنا والأجيال الصاعدة، وذلك إيمانا منا بأن روح الديمقراطية ليست فقط مؤسسات وانتخابات وبرامج سياسية بل هي أيضا عقيدة ونهج وسلوك وممارسة وقيم وتربية، لذلك علينا جميعا أن نتحلى بهذه المسؤولية وأن نكون في مستوى اللحظة التاريخية التي نعيشها.

مرة أخرى أجدد شكري لجميع المشاركين في هذا اللقاء التواصلي ، والذي سيكون بدون شك محطة مهمة من محطات التعاون الدائم من أجل تحصين المكتسبات التي تحققت في مجال البناء الديمقراطي وتعميقها والارتقاء بها.

  والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.