عقد أعضاء لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج، يوم الثلاثاء 26 دجنبر 2017 بمقر المجلس بالرباط، لقاءا مع وفد برلماني من الجمعية الوطنية لبوركينافاصو الذي يقوم بزيارة لبلادنا خلال الفترة الممتدة ما بين 24 و29 دجنبر الجاري، وذلك في إطار تعزيز علاقات التعاون بين المؤسستين التشريعيتين في البلدين وتبادل التجارب والخبرات بينهما.
في مستهل هذا اللقاء، نوه نائب رئيس لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج السيد نور الدين قربال بالعلاقات التاريخية التي تجمع بين المغرب وبوركينافاصو، مشيرا إلى أن المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله أضحى يلعب دورا بارزا على مستوى القارة الأفريقية، ويسعى إلى العمل المشترك مع كافة دول القارة في إطار من التضامن والتكامل بهدف تحقيق التنمية والازدهار لكافة شعوب القارة.
وأبرز السيد نور الدين قربال، بالمناسبة، بعض الانجازات التي حققتها الدبلوماسية المغربية على مستوى القارة في السنوات الأخيرة لاسيما عودة المملكة إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي وطلب الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
وأطلع السيد نور الدين قربال أعضاء الوفد البرلماني البوركينابي على الاختصاصات التي تضطلع بها لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج، وعلى الدور الذي تقوم به هذه اللجنة في تعزيز الدبلوماسية الموازية.
وفي مداخلاتهم، شدد أعضاء لجنة الخارجية على أهمية تعزيز التعاون البرلماني وتبادل التجارب والخبرات بين برلماني البلدين، حيث تم استعراض أهم مستجدات دستور2011 لاسيما ما يرتبط بتطور الممارسة الديمقراطية التشاركية والمناصفة في بلادنا، فضلا عن سياسة المملكة في الحقل الديني والجهود التي تبذلها لمكافحة كل أشكال التطرف والإرهاب، بالإضافة إلى السياسة المتبعة في مجال الهجرة.
وعقد الوفد البرلماني البوركينابي لقاءا مماثلا مع أعضاء لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة، عبرت خلاله السيدة زكية لمريني رئيسة اللجنة عن اعتزازها بكونها في نفس الوقت رئيسة لمجموعة الصداقة البرلمانية المغربية-البوركينابية.
وقد ركزت السيدة زكية لمريني في مداخلتها على رهان المغرب في نهوض إفريقيا اقتصاديا، مذكرة في هذا الصدد بالزيارات التي قام بها جلالة الملك محمد السادس نصره الله إلى عدة بلدان افريقية ضمنها بوركينافاصو لإنجاح الرهان الاقتصادي على افريقيا من خلال التعاون الثنائي رابح-رابح.
وتطرقت السيدة زكية لمريني إلى الهجرة الإفريقية من جنوب الصحراء نحو أوروبا، حيث أصبح جزء كبير من المهاجرين يستقر بالمغرب مع ما يطرح ذلك من قضايا مرتبطة بالاستقرار والأمن ما دفع بالمغرب إلى إتباع سياسة مندمجة لتحسين وضعية المهاجرين بالمغرب وضمان حقوقهم.
كما استعرضت السيدة لمريني دور جمعيات المجتمع المدني في الحياة الحقوقية والسياسية والتنموية بالمغرب، إلى جانب هيئات الحكامة في مختلف الميادين مدعمة بدستور 2011 الذي كفل آلية التطور الديمقراطي التشاركي.
وخلال هذين اللقاءين، أكد أعضاء الوفد البرلماني البوركينابي أن هذه الزيارة تروم أساسا الاطلاع والاستفادة من تجربة بلادنا في مجال الديمقراطية التشاركية، مشيدين بجودة العلاقات الثنائية بين بوركينافاصو والمغرب والتطور الذي يشهده هذا الأخير في مختلف المجالات وتوجهه نحو التعاون جنوب-جنوب.