في إطار زيارة العمل والصداقة التي يقوم بها رئيس مجلس النواب بدعوة من نظيره البولوني السيد Marek Kuchcinski رئيس مجلس النواب Diete، تباحث السيد الحبيب المالكي بالعاصمة فارصرفي مع السيد Jacek Czaputowicz وزير خارجية جمهورية بولونيا، يوم الجمعة 5 أكتوبر 2018، وذلك بحضور السيد يونس التيجاني سفير صاحب الجلالة بجمهورية بولونيا والسيد شقران امام رئيس الفريق الاشتراكي والسيدة عائشة لبلق رئيسة المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية.
في بداية اللقاء، توجه السيد الحبيب المالكي بالشكر والتقدير لكل المجهودات المبذولة من اجل إنجاح هذه الزيارة، واعتبر ان العلاقات جيدة على المستوى السياسي وان المملكة المغربية وجمهورية بولونيا تجمعهما قيم ومبادئ مشتركة على مستوى التعامل والتعاطي مع القضايا الخارجية والمتمثلة أساسا في التشبث بقيم السلم والسلام والتضامن بين الدول وفقا لما ينص عليه ميثاق الامم المتحدة ومجلس الأمن. وبهذه المناسبة تقدم السيد المالكي بالشكر للسيد وزير الخارجية على الدعم المتواصل للنواب البولونيين بالبرلمان الأوربي لتجديد اتفاقيتي الصيد البحري والفلاحة مع المغرب مشيرا إلى أن مستوى التفاهم السياسي بين الجانبين يجب ان يكون مؤشرا ودافعا للتعاون الاقتصادي والتجاري.
وبالمناسبة، قدم السيد رئيس مجلس النواب توضيحات ومعطيات حول ما يجري بالضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط من محاولات لتفكيك وحدة الشعوب والوحدة الترابية للدول، والتي أصبحت اليوم معضلة حقيقية تمس التوازن العالمي ككل، من خلال ما يترتب عن ذلك من ماسي وظواهر مستعصية على المعالجة ولعل اهمها ظاهرة الهجرة والتجارة بالبشر وغيرها. وفِي نفس السياق وبخصوص ملف الوحدة الترابية للمملكة أوضح السيد المالكي للسيد وزير خارجية بولونيا الذي حصلت بلاده على العضوية الغير الدائمة بمجلس الأمن للفترة 2019/2018 أن المملكة المغربية ملتزمة بقرارات مجلس الأمن، وتظل منفتحة لتقديم كل المعطيات الميدانية التي من شأنها توضيح ودعم اختيارها المتمثل في منح الأقاليم الجنوبية للمملكة حكما ذاتيا، وأضاف أن المملكة اتخذت مجموعة من الإجراءات الميدانية للمساعدة على نهضة وتنمية المنطقة وانهاء هذا النزاع المفتعل، والمغرب يعول على دعم جمهورية بولونيا لإنهاء هذا المسلسل الطويل من الافتراءات وتغيير الحقائق، والعمل على تطوير وتنمية المنطقة على أساس الاندماج الإقليمي.
وفِي موضوع اخر ذكر السيد المالكي بتنظيم المملكة المغربية لمؤتمر الكوب 22 الذي عرف نجاحا كبيرا على مستوى أجرأة التوصيات وتثمين توصيات قمة الكوب 21 بباريس، حيث نهج المغرب مسار التنزيل الفعلي لمختلف هذه التوصيات خدمة للتنمية مستدامة، وواصل نتيجة لذلك اعتماد مشاريع ضخمة من اجل طاقات متجددة نظيفة، كما انخرط في مجموعة من الاختيارات التي تحترم البيئة وتصونها، وهو مستعد لتبادل التجارب في هذا المجال مع بولونيا خاصة وهي تستعد لتنظيم قمة الكوب 24 نهاية السنة الجارية.
من جانبه ثمن السيد Jacek Czaputowicz زيارة السيد رئيس مجلس النواب لجمهورية بولونيا، وأكد على أهمية الديبلوماسية البرلمانية مشيرا إلى أنها تساعد وتكمل عمل ديبلوماسية السلطة التنفيدية، ومعربا عن سعادته بنتائج اللقاءات التي عقدها رئيس مجلس النواب المغربي مع نظرائه البولونيين. وبالمناسبة، أكد السيد وزير الخارجية بالمناسبة على جودة ومتانة العلاقات الثنائية بين البلدين، وأضاف أن مشكل الصحراء قد عمر طويلا وعلى مجلس الأمن ضمان حل متوافق عليه وبولونيا من خلال عضويتها الغير الدائمة ستعمل في هذا الاتجاه. كما نوه بالدور الأساسي الذي يقوم به المغرب في الاستقرار وضمان الأمن على مستوى جنوب القارة الأوروبية، وبانتهاجه سياسة حكيمة لمعالجة قضايا الهجرة والتي يترتب عنها ماسي إنسانية، وأضاف أن موقف جمهورية بولونيا يتمثل في دعم الدول المصدرة لهذه الظاهرة لتحسين ظروف العيش بها، كما أن بولونيا مع تخصيص الاتحاد الأوروبي لميزانية خاصة بمعالجة إشكالية الهجرة.
وارتباطا بتنظيم جمهورية بولونيا للكوب 24 دعا السيد Jacek Czaputowicz الى التركيز على الحلول المستدامة لمواجهة التغيرات المناخية معبرا عن الحاجة للاستفادة من تجربة المغرب في هذا الباب خاصة ما يتعلق بالطاقات النظيفة، وبالمناسبة جدد الدعوة للمملكة المغربية من اجل الحضور والمشاركة نظرا لتجربتها الواسعة في هذا المجال.