عقد السيد الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب مباحثات مع زعماء مجموعة من الأحزاب الإسبانية، وذلك بمناسبة انعقاد المنتدى البرلماني الإسباني المغربي الرابع الذي انعقد بالعاصمة الاسبانية مدريد يومي 19 و20 أبريل 2018.
وخلال هذه اللقاءات أكد السيد المالكي أن ما يجمع المغرب وإسبانيا من علاقات استثنائية من حيث التاريخ والجغرافية والثقافة والمشترك بين المجتمعين، ينبغي أن ينعكس على العلاقات التجارية والاقتصادية والسياحية بين الطرفين، إلا أن ذلك يؤكد السيد رئيس مجلس النواب لا يترجم حقيقة على أرض الواقع سواء من حيث الاستثمارات الإسبانية أومن حيث عدد السياح الإسبان الذين يزورون المغرب أو في الجانب التجاري.
واعتبر السيد المالكي أن هناك امكانية كبيرة لتجسيد المفهوم التكاملي بين البلدين في المجال التجاري والتصنيعي والفلاحي عبر تطوير نظام الانتاج المشترك مبرزا أهمية مشروع الربط القار الطموح للربط بين البلدين والذي يجب أن يظل الرهان المشترك القريب رغم كل الصعوبات سواء كانت تقنية أو مالية أو غيرها. وفِي الجانب الأمني أكد ان المغرب يعتبر استقرار اسبانيا من استقراره لذلك اتخذ موقفا واضحا لدعم وحدة اسبانيا خلال الأزمة الأخيرة.
ولتفعيل الشراكة والتعاون بين البلدين، اقترح السيد المالكي إنشاء آلية للتتبع والتعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي، والتجاري، والأمني، والسياحي، والفلاحي. كما أكد على توجيه الشكر الى الحكومة الاسبانية لدعمها المغرب في علاقتها مع الاتحاد الأوربي ودعا الى مزيد من الانفتاح والتواصل بين الأحزاب وهيئات المجتمع المدني بالبلدين، وهو ما سيمكن من تعميق التفاهم والتعاون المتبادل.
من جانبها ثمّنت السيدة DOLORES DE COSPEDAL GRACIA الكاتبة العامة للحزب الشعبي ووزيرة الدفاع في الحكومة الاسبانية الحالية لقاءها مع السيد رئيس مجلس النواب، ونوهت بما تقدم به من تحليل للوضعية ومن مخرجات للتعاون، حيث اعتبرت ان علاقات المغرب وإسبانيا هي علاقة صداقة وتعاون يجب أن تشكل قاطرة للتعاون في مختلف المجالات، وأكدت ان بين المغرب وإسبانيا فرص كبيرة للتعاون في المجال التجاري والاقتصادي وجب على الطرفين استغلالها. كما تقدمت بالشكر الى الحكومة المغربية على الدعم الكامل لإسبانيا خلال أزمتها، وأوضحت ان استقرار المغرب ووحدته الترابية يعتبر عنصرا أساسيا عند إسبانيا وان الحزب الشعبي كان دائما ولا زال يدعم وحدة وسيادة المغرب على أراضيه. واعتبرت ان على الجانبين بذل المزيد من الجهود من اجل الارتقاء بالتعاون الاقتصادي والتجاري الذي يجب ان يترجم حقيقة الوضع الجغرافي والجانب العلائقي المتميز، واكدت ان المغرب طور مجموعة من المجالات وجب على اسبانيا الاستفادة منها، والعكس كذلك.
وعبر السيد PEDRO SANCHEZ PEREZ-CASTEJON الأمين العام للحزب الاشتراكي، عن حبه للمغرب، وتثمينه للإصلاحات السياسية والمجتمعية التي تعرفها المملكة على مستوى الحقوق والحريات، واعتبر ان المغرب يجب ان يظل شريكا أساسيا لإسبانيا على مختلف الاصعدة، كما أكد على دعم الحزب الاشتراكي للوحدة الترابية للمغرب على أراضيه، وعلى أن استقرار المغرب هو عنصر مهم وأساسي عند اسبانيا. كما دعا البلدين الى مزيد من الانفتاح المتبادل حتى ينعكس ذلك على المجال التجاري والاقتصادي وبالتالي على رفاهية المجتمع الإسباني والمغربي، وأعرب عن رغبته زيارة المغرب لملاقاة الأحزاب المغربية وتبادل وجهات النظر وتطوير التعاون.
من جهتهم، رحب السادة IGNACIO PRENDES, نائب رئيس حزب مواطنون والنائب الاول لرئيسة مجلس النواب الإسباني، و FERNANDO MAURA، المسؤول عن العلاقات الخارجية في حزب مواطنون، بلقاء السيد رئيس مجلس النواب، واعتبروه اول لقاء للحزب الفتي مواطنون مع شخصية كبيرة مغربية، كما سجلوا أن ما تقدم به السيد الحبيب المالكي ينم عن معرفة دقيقة من جانبه للوضع في اسبانيا ولحقيقة العلاقة بين البلدين، واعتبروا ان اسبانيا هي في مرحلة الإصلاحات السياسية ووجب عليها ان تستفيد من المغرب ومن تجربته وقدرته على القيام بإصلاحات رغم الوضع الإقليمي المضطرب، مشيرين إلى أن حزب مواطنون مؤهل لقيادة هذه الإصلاحات. كما تقدموا بالشكر للمغرب على دعمه لوحدة اسبانيا واعتبروا ان ما حدث لإسبانيا هو تهديد للاتحاد الأوربي عامة، وثمنوا مفهوم المواطنة الذي تقدم به السيد المالكي في إشارة إلى اسم الحزب "مواطنون"، حيث أوضح ان المواطنة اليوم تعني التشبث بوحدة المجتمع، ووحدة الدولة ووحدة الهوية ووحدة التراب وهو ما يجب ان يكون القاسم والرابط المشترك في العلاقات بين الأحزاب المغربية والإسبانية.
من جانبه رحب السيد MARCELO EXPOSITO PRIETO عن حزب بوديموس بلقاء التعارف الذي جمعه بالسيد رئيس مجلس النواب، واعتبر انه من الواجب تكثيف اللقاءات بين الأحزاب في البلدين وطرح مختلف القضايا للحوار والنقاش في أفق توضيح الرؤى والمواقف، وفي إطار من التعاون والوضوح.