في إطار الزيارة التي يقوم بها رئيس مجلس النواب لكوريا الجنوبية بدعوة من نظيره رئيس الجمعية الوطنية، التقى السيد الحبيب المالكي يومه الأربعاء 02 ماي 2018 برئيس الجمعية الوطنية لجمهورية الكورية الجنوبية. وتأتي هذه الزيارة في إطار تقوية التعاون بين البلدين، والبحث عن آفاق جديدة لتجسيد التفاهم المتقدم بين الجانبين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية.
في البداية تقدم السيد رئيس مجلس النواب بالشكر والتقدير على توجيه الدعوة للوفد المغربي البرلماني من اجل زيارة كوريا في إطار برنامج التعاون بين البلدين، مثمنا حفاوة الاستقبال الذي خصص للوفد المغربي. وأشار السيد المالكي الى ان زيارة الوفد المغربي تتزامن مع حدث كبير طالما انتصرت له البشرية، ويتعلق الأمر بالاتفاق التاريخي بين الشمال والجنوب، والذي أبرز العبقرية والتبصر الكوري، وذلك في سبيل أن تنعم شبه الجزيرة الكورية بالطمأنينة والسلام، ومن أجل الانكباب على مزيد من العمل والتطور خدمة لشعوب المنطقة، متمنيا دوام السلم وتجسيده على مستوى السلوكيات والأفعال.
وذكر السيد المالكي أن المملكة المغربية لطالما دعمت كل مبادرات السلم والاحترام المتبادل بين الامم، والعمل وفق قرارات المنتظم الدولي وهي عقيدة ثابتة لدى الدبلوماسية المغربية. وفِي ذات السياق، نوه السيد المالكي بموقف كوريا الجنوبية الداعم للوحدة الترابية للمملكة، "والتي تعتبر مسألة وجودية بالنسبة للمغرب وبدونها لا يمكن ان تستقر المنطقة ككل وخاصة منطقة جنوب الصحراء"، وأضاف ان كوريا الجنوبية تهتم بالقضايا الافريقية وهو ما سيساعدها على فهم أكبر لما يقوم به المغرب لاستتباب الأمن والاستقرار جنوب الصحراء.
كما نوه السيد رئيس مجلس النواب بتجربة كوريا الجنوبية في البناء الديمقراطي وتقوية الاقتصاد وكل ما له علاقة بالاستثمار في العنصر البشري مما جعل منها نموذجا يحتذى به بالسبة للعديد من الشعوب التي تتقاسم معها مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان. وفِي نفس السياق أعرب السيد المالكي عن رغبة المغرب في تقوية التعاون بين البلدين، مشيرا إلى أن العمل البرلماني يشكل بوابة داعمة لهذا التعاون، وفِي هذا الإطار أكد على أهمية التوقيع على اتفاقية تفاهم بين المؤسستين التشريعيتين بمناسبة هذه الزيارة، وهو التعاون الذي سيدعم -كما قال السيد المالكي- تطوير التعاون الاقتصادي، والاستثماري والسياحي بالإضافة الى مجال التربية والتكوين.
ودعا السيد رئيس مجلس النواب الى فتح المجال اكثر امام المستثمرين الكوريين للاستثمار في المغرب، نظرا لكل التحفيزات القانونية والبشرية واللوجيستيكية التي يقدمها المغرب، وفِي هذا الصدد جدد التأكيد على أهمية تأسيس المنتدى الاقتصادي البرلماني خلال السنة المقبلة وفتح المجال بجانب البرلمانيين أمام الفاعلين الاقتصاديين من القطاع الخاص وقطاعات اخرى، خاصة ان البرلمان -يضيف السيد المالكي- يلعب دورا مهما مجال الديبلوماسية الاقتصادية، كما طلب دعم المغرب في سعيه الانضمام إلى الجمعية البرلمانية لدول جنوب شرق اسيا ASEAN كعضو ملاحظ.
من جانبه أعرب السيد CHUNG Sye-kyun رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية كوريا الجنوبية عن سعادته باستقبال الوفد المغربي البرلماني رفيع المستوى، والذي يأتي في إطار تقوية العلاقات المتميزة بين البلدين. ونوه بكل ما تقدم به السيد رئيس مجلس النواب المغربي، واعتبر ان هناك قواسما مشتركة بين البلدين، سواء من حيث المساهمة في الإصلاح الديمقراطي أو على مستوى الرؤى والاهداف الاستراتيجية المرتبطة بالتعاون الاقتصادي والحرص على الأمن والاستقرار، وهو الاستقرار الذي يعتبر -حسب رئيس الجمعية الوطنية - من شروط العمل والاجتهاد والتجاوب مع انتظارات المجتمعات في كل بلد. وفِي هذا الصدد تقدم السيد CHUNG Sye-kyun بالشكر والتقدير الى المغرب على الدعم المتواصل لجمهورية كوريا، من خلال دعم الاتفاق بين الشمال والجنوب من جهة، والدعم في المحافل الدولية بشكل عام من جهة اخرى.
وفيما يخص التعاون الاقتصادي عبر السيد CHUNG Sye-kyun عن تطابق وجهة نظره مع رئيس مجلس النواب، مضيفا أن هناك مجموعة من الشركات الكورية تستثمر في المغرب وأكيد أن هذه الاستثمارات ستتقوى بعد اعتماد المملكة لتحفيزات مهمة في هذا المجال. ونظرًا لأهمية الاقتراح الذي تتقدم به السيد رئيس مجلس النواب، دعا السيد رئيس الجمعية الوطنية للتجسيد الفعلي لاتفاقية التعاون التي وقعت بمناسبة هذا اللقاء، واعتبرها ممهدة لإنشاء المنتدى البرلماني الاقتصادي، كما أكد عزمه نقل ترشيح المغرب لعضوية الجمعية البرلمانية لدول جنوب شرق اسيا للأعضاء المكونين والسهر على نجاح المهمة.
يذكر أن السيد الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب كان مرفقا خلال هذا اللقاء بسفير صاحب الجلالة السيد شفيق رشادي، ورؤساء الفرق البرلمانية: السيد محمد اشرورو رئيس فريق الاصالة والمعاصرة، والسيد كميل توفيق رئيس فريق التجمع الدستوري، والسيد نورالدين مضيان رئيس فريق الوحدة والتعادلية، والسيد محمد مبديع رئيس الفريق الحركي.