أجرى رئيس مجلس النواب السيد الحبيب المالكي، يومه الأربعاء 10 أبريل 2019 بمقر المجلس بالرباط، مباحثات مع نائب رئيس الجمعية الشعبية الوطنية بجمهورية الصين الشعبية السيد CAO Jianming ، والذي يقوم حاليا بزيارة عمل لبلادنا على رأس وفد هام.
في بداية هذا اللقاء الذي حضره سفير الصين المعتمد بالرباط، ثمن السيد رئيس مجلس النواب العلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع البلدين منذ بدء علاقاتهما الديبلوماسية قبل 61 سنة. وأوضح أن هذه العلاقات تطورت بشكل لافت بعد الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس للصين سنة 2016، والتي اتفق خلالها البلدان على الارتقاء بعلاقاتهما الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية المتعددة الأبعاد، وتم خلالها التوقيع على حوالي 32 اتفاقية للتعاون في مجالات حيوية من قبيل والاقتصاد والطاقة والسياحة والثقافة والبيات التحتية والمجال القضائي وغيرها.
وبالمناسبة، أشاد السيد المالكي بالنموذج التنموي الصيني الذي يرتكز على الانضباط والجدية والوطنية والانفتاح على العالم، وقال "أن المغرب بصدد بلورة نموذج تنموي جديد، والصين تمثل تجربة غنية في هذا المجال، وقوة اقتصادية وتكنولوجية كبيرة على الصعيد العالمي". وأبرز في ذات السياق، تطابق وجهات النظر بين البلدين حول عدد كبير من القضايا الدولية، وحرصهما المشترك على الالتزام بمبادئ الأمم المتحدة التي تقوم على احترام وحدة الشعوب ووحدة الدول لضمان الأمن والاستقرار.
وشدد السيد رئيس مجلس النواب على التزام المجلس بالعمل على تقوية العلاقات بين المغرب والصين في مختلف المجالات، مبرزا أهمية توطيد التعاون بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين، عبر إعطاء مزيد من الدينامية لعمل مجموعتي الصداقة البرلمانية، ومأسسة العلاقات بين المؤسستين التشريعيتين بالتوقيع على مذكرة للتفاهم بينهما، "مما سيساهم في تمتين روابط الصداقة بين الشعبين وفي استكشاف آفاق جديدة للتعاون بين البلدين".
من جهته، أكد السيد نائب رئيس الجمعية الشعبية الوطنية بجمهورية الصين الشعبية أن الصداقة بين البلدين تمتد منذ فترة طويلة، وقال «أن المغرب من أوائل الدول في إفريقيا التي اعترفت باستقلال الصين، وهناك ثقة واحترام متبادل، والعلاقات الثنائية شهدت طفرة نوعية وتطورا استثنائيا منذ زيارة جلالة الملك للصين". وأردف أنه "منذ قرار المملكة إلغاء التأشيرة على المواطنين الصينيين سجل عدد استثنائي من السياح الصينيين الذين زاروا المغرب وصل حوالي 200 ألف سائح سنة 2018 ".
وأوضح أن الصين حريصة على الارتقاء بالشراكة الاستراتيجية مع المغرب وتطمح لمزيد من التعاون الاقتصادي والتكنولوجي معه، مشيرا إلى أن المملكة المغربية من أوائل دول إفريقيا التي وقعت على مبادرة “الحزام والطريق” التي تستهدف إحياء طريق الحرير القديم وإحداث حزامه التجاري البحري. وأعرب عن دعم بلاده للأمم المتحدة ولجهود المملكة المغربية في التنمية وفي استتباب الاستقرار بالمنطقة، داعيا إلى مزيد من التنسيق بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين في المحافل الدولية، وخاصة على صعيد الاتحاد البرلماني الدولي.
وأبرز السيد نائب رئيس الجمعية الشعبية الوطنية بجمهورية الصين الشعبية أهمية الديبلوماسية البرلمانية في الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين وخدمة مصالحهما المشتركة، معربا عن ترحيبه بمقترحات السيد رئيس مجلس النواب بهذا الخصوص، ووجه في ذات السياق دعوة للسيد الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب من أجل القيام بزيارة عمل للصين الشعبية ستشكل مناسبة لبحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين وتدارس مختلف القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك.