انتقد عبد الطيف بروحو، عضو فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، إثارة موضوع القاسم الانتخابي، من طرف بعض الأطراف، في هذا الوقت الذي تعيش فيه البلاد تحديات اقتصادية واجتماعية جراء تداعيات جائحة كورونا.
وعبّر بروحو في تعقيب باسم الفريق، خلال جلسة الأسئلة الشفهية المتعلقة بالسياسة العامة للحكومة، التي أجاب عنها رئيس الحكومة، يوم الاثنين 19 أكتوبر 2020، عن أسفه لترك الهواجس الحقيقية للمواطنين، والخوض في نقاش القاسم الانتخابي وتوزيع عدد المقاعد، في وقت كان يجب فيه على الفاعلين السياسيين أن تكون الهواجس الحقيقية هي مناقشة انتظارات المواطنين والاشكالات الاقتصادية والاجتماعية للمغاربة.
واعتبر أن مجرد اثارة النقاش حول القاسم الانتخابي بناء على عدد المسجلين، تعني نجاح الحكومة في الإجراءات التي اتخذتها، لأنه لو كانت الحكومة فاشلة في رأيه، لما كان اللجوء إلى مثل هذه الوسائل للاطاحة بحزب معين أو تقليص مقاعد جهة معينة، ومنحها لجهة أخرى، موضحا أن إسقاط الحكومات ينبغي أن يكون بالانتخابات الديموقراطية الشفافة.
وسجل عضو الفريق في العقيب ذاته بإيجابية، حرص الحكومة على حماية صحة وسلامة المواطنين، بنفس الدرجة من الحرص على مواجهة الآثار السلبية لجائحة "كورونا"على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، في إطار من التوازن المفقود في كثير من الدول، وذلك عبر نهج سياسة اقتصادية ناجعة وفعالة أخذت بعدا استراتيجيا، عبر توجيهات جلالة الملك لإنعاش الاقتصاد الوطني والسياسة المالية والميزانياتية التي تستهدف التخفيف من آثار الجائحة على المقاولات والمهنيين.
وأضاف أن هذه المرحلة خطيرة، وفيها مخاطر على صحة وسلامة المواطنين، وكذا على الحياة الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى أن الجائحة سيكون لها آثار على المستوى الاقتصادي، حيث من المتوقع حسب المتحدث أن يحدث انكماش اقتصادي، سيؤثر على مجموعة من القطاعات، وعلى تراجع القدرة التشغيلية لمختلف القطاعات الاقتصادية خاصة القطاع الصناعي والسياحي.
ونوّه المتحدث ذاته، بإجراءات الحكومة الاستباقية ومجهوداتها، من أجل ضمان الرصيد من العملة الصعبة واللجوء إلى السوق الدولية مبكرا، قبل أن تتفاقم المخاطر المالية العمومية داخليا وخارجيا، مشيدا في السياق نفسه بمجهودات الجالية المغربية بالخارج، التي بقيت صامدة ولم تعرف مواردها من العملة الصعبة انخفاضا كبيرا، بعد أن سُجل تراجعها بـ -3 في المائة فقط، داعيا إلى تمكين هذه الفئة من تمثيلية مقدرة ومحترمة في المؤسسات الدستورية.
كما نوه بروحو بالتدابير الاقتصادية والاجتماعية التي أشرفت عليها الحكومة ونفذتها بفعالية ونجاعة خلال الحجر الصحي، مشيدا بالمؤسسات الدستورية المنتخبة، معتبرا أن هناك من ينساها أو يحاول تبخيس مجهودها وتشويه سمعتها باختلاق أفعال أو حوادث غير صحيحة على أرض الواقع، سواء البرلمان الذي اشتغل خلال ستة أشهر بفعالية ونجاعة، أو الجماعات الترابية التي تضم عددا كبيرا من المنتخبين، الذين مارسوا اختصاصاتهم في ظل هذه الجائحة بفعالية ونجاعة، على اختلاف انتماءاتهم السياسية.
وأبرز عضو الفريق أن مواجهة أثار كورونا، ما يزال في حاجة إلى إجراءات إضافية، نظرا للصعوبات المرتبطة بالسياسة النقدية المغربية، مسجلا أن الحكومة قامت بأدوارها كاملة بفاعلية على مستوى السياسة الاقتصادية والمالية والاجتماعية، لكن الاشكال في تقديره ما يزال مطروحا على تمويل الاقتصاد الوطني، وولوج المقاولات الصغرى والمتوسطة للتمويل.