انتقد المقرئ الادريسي أبو زيد، عضو فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، ما سماه التوجه المجانف للدين في الإعلام العمومي، من خلال حذف الأذان من القناة الأولى والثانية، وتغيير موعد المسيرة القرآنية خلال شهر رمضان، إلى ما بعد صلاة الفجر، وإلغاء مسابقة التجويد التي كانت تنظمها القناة الثانية.
جاء ذلك في مداخلته له في اجتماع لجنة الثقافة والتعليم والاتصال، المنعقد يوم الثلاثاء فاتح يونيو 2021، والذي خصص لاستكمال مناقشة ودراسة مواضيع تتعلق بقنوات القطب العمومي، بحضور وزير الثقافة والشباب والرياضة، ومدراء قنوات القطب العمومي.
وأضاف المقرئ الادريسي أبو زيد، أن هناك صعوب في إقناع المغاربة، بأن الاغلاق الكلي أو الجزئي للمساجد والمدارس الدينية والكتاتيب القرآنية، سببه كورونا، وهم يرون تجمعات كبيرة في مجالات أخرى.
وذكّر عضو الفريق بأن الملك الحسن الثاني رحمه الله، خصص خطبة للمسيرة القرآنية، وخطبة جول مسجد "سكينة"، وكان رحمه الله يشرح للمغاربة عندما يتعلق الأمر بقضية كبيرة، وفق تعبير المتحدث.
وحذر المتحدث نفسه، من أن يكون وراء هذا التوجه، غلط يتعلق بكون أن هناك قناة متخصصة في القرآن، وتشتغل على الدين، وأن باقي القنوات الأخرى يمكن أن تشتغل على "قلة الدين"، داعيا إلى طرح سؤال حول ما إذا كان الدين تخصصا أم سلوكا اجتماعيا، أم كلاهما.
وأوضح أن القناة السادسة يمكن أن تشتغل على الدين كتخصص، غير أن متابعتها ضعيفة بالنظر لعدم استعمالها لآليات الاثارة والاشهار، ومبرزا أن الدين كسلوك اجتماعي وكممارسة لشعب مسلم، يبقى من واجب جميع القنوات، وخاصة قنوات القطب العمومي، وأن على الدولة أن تشرف على احترام القنوات والاذاعات الخاصة، لهذا المعطى، لتساهم في الحفاظ على ثقافة وهوية الشعب، واحترام مشاعره ومقدساته.
وأشار إلى أن هناك تساؤل عن انعكاس المذهب المالكي والعقيدة الاشعرية وتصوف الجنيد، على برامج القنوات العمومية، منبها إلى انعكاس عدد من البرامج والانتاجات الأجنبية، على نفسية المشاهدين، وتكريس التبعية لاتجاهات غريبة، مشيدا في النقابل بالتحول الذي تعرفه الانتاجات الوطنية، خاصا بالذكر مسلسل "بنات العساس"، معتبرا أنه عكس مشاهد من حياة الأسرة المغربية، المحترمة للدين والتي تعيش به.
وتابع عضو الفريق مداخلته، بالتأكيد على أن هناك مبالغة في الحديث عن الهوية المغربية ذات الخط الواحد المرتبط باليهود المغاربة، منذ التوقيع عل الإعلان الثلاثي، مقابل تغييب الخط المتعلق بالمغاربة الفلسطينين، داعيا في هذا الصدد إلى اعتماد ثلاثة انتاجات للمندوبية السامية للتخطيط حول الذاكرة المغربية الفلسطينية المشتركة، تتحدث عن المغاربة الذين سكنوا فلسطين منذ زمن صلاح الدين الايوبي، في برامج على القنوات العمومية.