تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الكلمة الختامية للدكتور شفيق رشادي نائب رئيس مجلس النواب في نهاية أشغال الندوة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

السيدة المديرة الاقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا

                                  بمؤسسة ويستمنستر للديموقراطية الدكتورة دينا ملحم،

ضيوفنا الأجلاء،

السيدات والسادة أعضاء مجلس النواب،

حضرات السيدات والسادة،

خلال يوم أمس وهذا اليوم عشنا في مجلس النواب لحظة أخرى من اللحظات القوية في مسار علاقتنا المتميزة مع مؤسسة ويستمنستر للديموقراطية، وفي انفتاحنا على أشقائنا وأصدقائنا في بعض البرلمانات العربية والدولية.

وهذه المرة، كان اللقاء الإقليمي حول موضوع "الخطط الاستراتيجية للبرلمان"، الذي حضره، إضافة إلى أعضاء وأطر مجلس النواب في المغرب والسيدة المديرة الإقليمية لمؤسسة ويستمنستر وفريق عملها، ممثلون عن برلمانات ومجالس مملكة البحرين، المملكة الأردنية الهاشمية، دولة الكويت، الجمهورية اللبنانية، كندا وأسكتلندا. كما تشرفنا بالحضور الفعلي للسيدة كارين إليزابيث بيتس سفيرة المملكة المتحدة لدى المملكة المغربية.

ولا يسعني في اختتام هذه الندوة الإقليمية إلا تجديد الشكر الجزيل إلى أصدقائنا في مؤسسة ويستمنستر للديمقراطية على هذه الـمُصاحَبة المؤسساتية في مشروعنا الإقليمي، العربي والوطني، من أجل المزيد من العمل الناضج على طريق البناء الديمقراطي وتقوية المؤسسات.

وأغتنم هذه الفرصة لأُثمِّن كلمة السيدة سفيرة بريطانيا العظمى، صباح يوم أمس في  افتتاح ندوتنا، مؤكداً من جانبي على أهمية وضرورة العمل المشترك بين المملكتين الصديقتين، والتعاون والتضامن وتبادل الخبرات في جهودنا وبرامجنا، دون أن أنسى إشاراتها الثمينة إلى أن العمل البرلماني هو سيرورة دائمة وتطور مستمر.

وكذلك نحن في المغرب، ندرك مدى نضج التجربة البرلمانية في بلادنا، وثراء التراكم الذي حققناه كبرلمانيين وكفاعلين سياسيين منذ عهد المغفور له الملك محمد الخامس، وعهد الملك الراحل المرحوم الحسن الثاني، وصولاً إلى اللحظة التاريخية الراهنة التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس باقتدار، وبروح عميقة واقتناع صادق ملموس وبالدَّمَقرَطة والتحديث. ومع ذلك، مازلنا بدورنا نتعلم، نتعلم كلَّ يوم، نتعلم من كل شقيق ومن كل صديق، نتعلم كلما شاركنا في لقاء دولي أو إقليمي خارج المغرب، وكلما نظمنا لقاء دوليا أو إقليميا في ضيافتنا.

إن الديموقراطية كقيمة إنسانية، حضارية، ثقافية وأخلاقية هي مشروع مفتوح على التاريخ، والفكر، وعلى التجارب المختلفة في العالم.

واليوم، لم تعد الديمقراطية فكرة إغريقية قديمة. لقد أصبحت مكتسبا إنسانيا، وذلك بفضل إسهام مختلف الأزمنة والحضارات والثقافات والتجارب السياسية في إغنائها، وفي جعلها بناءً عقلانيا قادرا على استيعاب مجمل الاختلافات والتحولات والخصوصيات السياسية والدستورية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بل قادراً على مواكبة العصور كما أشارت الدكتورة دينا ملحم في مستهل كلمتها بالأمس.

حضرات السيدات والسادة،

لاشك أن الانصات لبعضنا البعض، خلال هذين اليومين، كان إيجابيا ومثمرا. وقد استمعتم إلى تجربتنا وبعضٍ من تفكيرنا الاستراتيجي الملازم لعملنا البرلماني في المغرب. كما استمعنا إلى ممثلي وممثلات مختلف التجارب والخطط الاستراتيجية الذين أمكنهم الحضور بيننا بروح من الحرص والتواضع على المزيد من التعلم بأخلاق العلم وتواضع المتعلمين والعلماء.

كنا نتمنى أن ننصت إلى إخوة آخرين، ونطَّلِع على خطط استراتيجية أخرى، و"الخير أمام" كما نقول في المغرب. فأمامنا المستقبل كله إن شاء الله للمزيد من تبادل الخبرات، خصوصاً وأننا جميعاً (كما أشار إلى ذلك أحد الإخوة بالأمس، من الوفد اللبناني) لاحظنا أن الأهداف والرهانات وكذا الإكراهات والمعيقات، تكاد تكون مشتركة بيننا جميعاً كما اتضح ذلك من اطلاعنا على مختلف الخطط والتجارب العربية. وهذا ما يستدعي بالفعل المزيد من اللقاءات المشتركة، ومن العمل المشترك، بحضور وإسهام أصدقائنا من خارج المنطقة العربية.

طبعاً، لاأريد أن ألخص الندوة أمامكم، وقد حضرتم وساهمتم جميعا في جلساتها الخمس واستمعتم إلى حوالي عشرين كلمة ومداخلة، فضلا عن عدد وافر من التدخلات والأفكار والملاحظات والتساؤلات والردود. ولكنني فقط، أريد أن أشد على أيديكم جميعا أنكم تجشَّمتُم عناء السفر الطويل لنعيش هذه اللحظة الفكرية بفرح، وبتضامن ديموقراطي ومعرفي.

وهنا لابد أن أنوه بالخصوص، باسم إخوتي في البرلمانات والمجالس العربية الحاضرة، بأصدقائنا الكنديين والأسكتلنديين على العمل المنهجي الذي قدموه كي نطل من منطقتنا العربية على جغرافية ديموقراطية مختلفة علينا أن نطلع عليها أكثر، ونَتَمَثَّلَهَا أكثر طالما ظل لدينا حِسُّ التبادل والأخذ والعطاء، وحِسُّ التعلم، وطالما كان هدفنا أن نخدم شعوبنا، وأن نجعل بلداننا ناجحةً، متقدمةً، مستقرةً، آمنةً، ومُحَصَّنَةً بالديموقراطية أو كما قالت السيدة ليندا فابياني، صباح أمس، في مداخلتها باسم الوفد البرلماني الاسكتلندي، إن المهم هو أن نعملَ مع الناس، فالناسُ هم مَنْ ينبغي أن يتَمَلَّكوا الخطة الاستراتيجية.

شكراً... والسلام  عليكم.