قرر ممثلو البرلمانات الوطنية في الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط إحداث مجموعة تفكير خاصة بحماية التراث الثقافي العالمي تعمل على التحسيس بأهمية هذا التراث لدى الحكومات والبرلمانات ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات المعنية .
وجاء في البيان الختامي ، الذي صدر اليوم الجمعة في ختام الندوة الدولية التي نظمها البرلمان المغربي بشراكة مع الجمعية البرلمانية المتوسطية، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حول موضوع: "حماية الموروث الثقافي العالمي المهدد بالتدمير"، ان هذه اللجنة ستعمل أيضا على التنسيق وتوحيد الجهود الإقليمية والدولية وتعزيز آليات العمل المشترك من أجل بلورة السياسات والتشريعات الكفيلة بحماية هذا الرصيد الإنساني العالمي.
ودعا المشاركون في هذه الندوة جميع البرلمانيين إلى حث حكوماتهم على إبداء الإرادة السياسية والتحرك المشترك ضد أعمال التدمير والنهب الذي يتعرض له التراث الثقافي الإنساني في العديد من مناطق العالم، ووضع حد للأنشطة الإجرامية ومواجهة الاتجار غير المشروع في القطع الأثرية والممتلكات الثقافية تنفيذا لقراراي مجلس الأمن 2170 (2014) و2199 (2015).
كما دعوا إلى تحمل الحكومات مسؤولياتها في الرقابة الوطنية وسن التشريعات المرتبطة بحماية التراث وملاءمتها مع القوانين الدولية، توافقا مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2199 وقرار الجمعية 132 للاتحاد البرلماني الدولي، مؤكدين على التعهد بتعزيز أحكام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة واليونسكو والاتحاد البرلماني الدولي وقرارات الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط ذات الصلة.
وأعرب ممثلو البرلمانات الوطنية في الجمعية البرلمانية للبحر الابيض المتوسط عن إدانتهم القوية للإرهاب بجميع أشكاله، بما في ذلك التدمير المتعمد والنهب الممنهج للمآثر التاريخية العريقة والممتلكات الثقافية النفيسة في عدة مناطق من العالم، والمسجل معظمها ضمن لوائح منظمة "اليونسكو" المتعلقة بالتراث الثقافي العالمي الإنساني.
وعبروا عن شديد قلقهم إزاء تنامي الهجمات التي تشنها الجماعات الإرهابية في الآونة الأخيرة على مواقع التراث، بما فيه المادي واللامادي، خاصة المتاحف ومواقع التراث العالمي للإنسانية في العراق وسوريا وليبيا وتونس ومالي وأفغانستان وأماكن أخرى من العالم، والرامية إلى تدمير قيم وثقافة وذاكرة المجتمعات المستهدفة من وراء هذا التخريب.
وأدان المشاركون أيضا أعمال الحفريات والأنفاق والهدم الممنهج في فلسطين وفي محيط بلدة القدس القديمة والمسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، وكذا سرعة انتشار الإيديولوجيات المتطرفة التي تلهم مثل هذا السوك الهمجي، وتهريب قطع الآثار التاريخية والتحف الفنية وغيرها من التراث المنقول والاتجار غير المشروع فيها.
وأكدوا أن التعاون والتنسيق على المستويين الإقليمي والعالمي بين الدول والبرلمانات والمنظمات الدولية والاتحادات والجمعيات البرلمانية وجميع الجهات الفاعلة ذات الصلة، يعتبر السبيل الأنجع لحماية التراث الثقافي العالمي.
يذكر ان عروض ومناقشات هذه الندوة توزعت حول ثلاثة محاور تتناول "الموروث الثقافي العالمي: ثروة ثقافية وذاكرة انسانية مهددة بالتدمير" و "التحرك الدولي في مجال حماية الموروث الثقافي العالمي" و "دور الاتحادات البرلمانية والمنظمات الدولية في حماية وترميم الموروث الثقافي العالمي".
وعرفت الندوة التي تواصلت على مدى يومين بمقر البرلمان حضور ممثلي برلمانات الدول الثمانية والعشرين الأعضاء في الجمعية البرلمانية للبحر الابيض المتوسط، وممثلي اليونيسكو والايسيسكو والاتحادات البرلمانية الأوروبية والعربية والإفريقية والإسلامية.
المصدر : ومع