كما تعلمون السيد الوزير المحترم، أن السيد عامل إقليم جرسيف قد أعطى انطلاقة أشغال بناء مدرسة جماعتية بجماعة تادرت بتاريخ 06 نونبر 2018، بتمويل من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الشرق، بعد اختيار القطعة الأرضية من طرف المجلس الجماعي بالأغلبية خارج المركز بحوالي 5 كلم، رغم أن الهدف من المدارس الجماعتية هو إحداثها بمراكز الجماعات ذات الطبيعة القروية، من أجل توفير ظروف ملائمة للتمدرس سواء لنساء ورجال التعليم أو للتلميذات والتلاميذ، وتحسين التحصيل العلمي ومحاربة الهدر المدرسي وغيرها من الظواهر السلبية التي تعرفها المنظومة التربوية بالوسط القروي. وحيث أنه على مستوى جماعة تادرت تم تشييدها خارج المركز، مما كان يوضح منذ البداية أنها لن تكون مدرسة ناجحة، وهو ما دفع بفريق الاتحاد الاشتراكي بالجماعة إلى التصويت بالتحفظ على المكان المقترح، أضف إلى ذلك أثناء إدراجها ضمن برنامج التدشينات التي اقترحت في إطار زيارة ملكية كانت منتظرة، قلت بالحرف أن المشاريع التي ستقدم لجلالة الملك ينبغي أن تكون ناجحة، وأن هذه المدرسة الجماعاتية هدر للمال العام، وأن الرهان على بناء حي عسكري بالمنطقة في المستقبل هو رهان غير مضمون لكونه لم تتضح معالمه بعد، أضف إلى ذلك أن الحي العسكري إن وجد مستقبلا فهو يحتاج إلى مدرسة مستقلة وليست مدرسة جماعتية لكونه سيكون قريبا من المؤسسة. وحيث أنه اليوم، وبعد بناء هذه المدرسة الجماعتية وعدم استقبالها للتلاميذ، توجهت المديرية الإقليمية للوزارة الوصية، والسلطات ألإقليمية إلى الاعتداء غير المشروع على تلميذات وتلاميذ مدرسة الياسمين، إذ أعلنت بشكل مباشر عن رغبتها في فتح المدرسة الجماعاتية المتواجدة بمنطقة شبه خالية (الكطاف)، وتنقيل التلميذات والتلاميذ من مدرسة الياسمين إلى المدرسة الجماعاتية، وبعد مناقشة الأمر معهم اتضح أنهم يرغبون في تنقليهم ولو تحت طائلة الإكراه والتهديد، وأنهم سيوفرون لهم النقل المدرسي والحال أنهم حاليا وفي الوضع الراهن لا حاجة لهم بالنقل المدرسي لكون مدرسة الياسمين توجد وسط الدوار مكتظ بالساكنة. وحيث أنه تعيش جماعة تادرت خصاصا مهولا في النقل المدرسي، وأن تلميذات وتلاميذ الاعدادي والتأهيلي يعانون باستمرار، وأنه عوض أن يتم الحفاظ على الوضع بمدرسة الياسمين، يرغبون في تغييره وتعميق مشكل النقل المدرسي بالجماعة، فهل يعقل أن يتجه التلاميذ من منازلهم ويمرون بالقرب من مدرسة الياسمين، ثم يتوجهون إلى الطريق الوطنية من أجل التنقل إلى المدرسة الجماعاتية المتواجدة بمنطقة شبه خالية عبر النقل المدرسي غير الموجود أصلا؟ وهل يعقل أن تبقى الفتاة في الوسط القروي خلال منتصف النهار في منطقة غير آمنة؟ مع العلم أن دوار البعير الذي توجد به مدرسة الياسمين والمستهدف في هذه العملية لأهداف معروفة لدى الجميع، مكتظ بالساكنة، وبالتالي ولوج تلاميذ هذا الدوار إلى المدرسة الجماعاتية واستعمال النقل المدرسي وتوفير الإطعام هو هدر للمال العام وعمل ناتج عن سوء التدبير والتخطيط المعقلن، وفي نفس الوقت اعتداء على التلميذات والتلاميذ بسبب إرهاقهم، مما يتطلب معه التراجع عن هذا القرار، والبقاء في سياق تحقيق الأهداف المرجوة من المدارس الجماعية. وحيث أنه يتعين تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة في حق الجهات التي وافقت على مكان تشييد هذه المدرسة الجماعتية خارج مركز الجماعة وفي منطقة شبه خالية، بدل اللجوء إلى المركز خاصة أن العقار متوفر. وحيث أن المدرسة الجماعاتية يجب أن تتجه نحو تجميع الأقسام المشتركة والتي يكون عدد التلاميذ بها قليل جدا، وبالوسط القروي، وليس نحو تلميذات وتلاميذ المدارس المستقلة، الناجحة والمكتظة والمتواجدة وسط المناطق الآهلة بالسكان، التي تعتبر شبه حضرية. وحيث أن هذا الإجراء مخالف لمضمون الفصل 31 من الدستور الذي يؤكد على أنه " تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية، على تعبئة كل الوسائل المتاحة، لتيسير أسباب استفادة المواطنين والمواطنات، على قدم المساواة، من الحق في ... الحصول على تعليم عصري ميسر الولوج وذي جودة؛". لذلكم أسائلكم السيد الوزير المحترم عما يلي: ـ لماذا سمحت السلطات الإقليمية باختيار مكان هذه المؤسسة خارج مركز الجماعة؟ ـ ولماذا تسمح بتنقيل التلميذات والتلاميذ من الوسط شبه الحضري (دوار البعير يوجد ضمن تصميم نمو الجماعة) إلى منطقة شبه خالية؟ ـ ولماذا لم تطبق المعايير المعتمدة في المدارس الجماعتية بخصوص هذه المؤسسة؟ ـ وما هي الإجراءات والتدابير التي ستتخذ من طرفكم لتصحيح الوضع والاستجابة لهذا الطلب؟ والآجال الزمنية لذلك؟