Oral Questions

السيدة الوزيرة المحترمة؛ من المؤكد أن التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدها إقليم تنغير وعدد من الأقاليم الأخرى ببلادنا لها وقعٌ إيجابي على الأوضاع المائية لعدد من الأحواض. لكن في نفس الوقت، للأسف الشديد، خلفت هذه التساقطات الرعدية خسائر فادحة في الأرواح، وأيضاً سببت أضراراً بمنشآت عامة وبممتلكاتٍ خاصة لمواطنات ومواطنين، وأساساً الانهيار الكلي أو الجزئي لعددٍ من المنازل. وإذ نتوجه بالتحية لكل السلطات والقوات والهيئات العمومية على تدخلاتها لإنقاذ ومساعدة الساكنة أثناء الفيضانات، فإننا نطرح معكم، السيدة الوزيرة المحترمة، إشكالية لا تزالُ تقضُّ مضجع ساكنة العالم القروي والمناطق الجبلية، وبالأحرى الساكنة المتضررة منازلُها بفعل الفيضانات الأخيرة، ويتعلق الأمر بإشكالية البناء في الدواوير القروية والجبلية. ففي ظل هذا الواقع المتسم بفقدان أسرٍ لمساكنها وبيوتها، ومع اقتراب حلول موعد فصل الشتاء، يتعين على وزارتكم والمؤسسات العمومية التابعة لها أخذُ تداعيات هذه الكارثة الطبيعية بعين الاعتبار، ولا سيما من خلال تبسيط إجراءات بناء أو ترميم المباني التي هدمتها الفيضانات، وتجاوز التعقيدات الإدارية، ومواكبة الأسر المعنية تقنيا وقانونيا وماديا، من أجل مساعدتها على العودة إلى سكنها في أسرع الآجال الممكنة. من جانبٍ متصل، وبالنظر إلى خصوصيات المجالات الترابية القروية والريفية والجبلية، وبالنظر كذلك إلى تواتر الظواهر القصوى والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغيرات المناخ، فإنه حان الوقت من أجل بلورة استراتيجية جديدة لتنمية هذه المناطق وفق مقاربة شاملة ومندمجة، من بين ما تتضمنه الحرصُ على الخصوصيات المعمارية والتعميرية من جهة، والصرامة في تفادي البناء بالمناطق المهددة بالفيضانات وفي داخل أو بجنبات الأودية والشعاب. على هذه الأسس، نسائلكم، السيدة الوزيرة المحترمة، حول التدابير التي سوف تتخذونها، بشكلٍ مستعجل، من أجل مساعدة الساكنة التي تهدمت منازلها على إعادة بنائها أو ترميمها في أسرع وقتٍ ممكن؟ كما نسائلكم حول التدابير التي سوف تتخذونها بغاية توفير مقاربات جديدة ومبسطة للتعامل مع إشكالات وتعقيدات البناء في العالم القروي والمناطق الجبلية، والمنع الحازم للبناء في المناطق المهددة بالفيضانات؟ وتقبلوا، السيدة الوزيرة، فائق عبارات التقدير والاحترام.