السيد الوزير المحترم؛ تعرف بلادُنا العديد من الإكراهات التي جعلت الإجهاد المائي البنيوي يتزايد سنة بعد أخرى، نظرا لظاهرة التقلبات المناخية والجفاف الهيكلي وعوامل بشرية مختلفة، حيث من المتوقع انخفاض حصة الفرد من المياه المتوفرة إلى حواليْ 560 متر مكعب، علما أن عتبة ندرة المياه تقدر ب 1000 متر مكعب لكل نسمة. وقد تفاقمت هذه الإكراهات كلما ازداد انجراف التربة المؤدي إلى توحل السدود الموجودة في سافلة الاحواض المائية، والتي جعلت المغرب يفقد ما يعادل 10% سنويا من إمكانيات تخزين المياه السطحية بالسدود، أي ما يعادل 140000 هكتار من إمكانيات سقي الاراضي الفلاحية. ورغم اعتماد برامج محاربة انجراف التربة منذ فجر الاستقلال، وإعداد تصاميم تهيئة الأحواض المائية، إلا أن ظاهرة التوحل، وما يتصل بها من تأثيرات على جودة المياه وعلى المخزون السنوي، لم تتراجع بل زادت استفحالا، وبالخصوص في السنوات الأخيرة. وقد عانت منطقة دكالة مثلا، وهي التي تتغذى فرشتها من الحوض المائي لأم الربيع، من هذا الخصاص المهول، كما هو الحال بالنسبة لمناطق أخرى في وطننا. ولهذا، فحالة التراجع الكبيرة التي يعاني منها الغطاء الغابوي، تتطلب إعادة ترتيب الأولويات على صعيد مختلف الاحواض المائية، والعمل على التطبيق الجيد ل "استراتيجية غابات المغرب 2020-2030" التي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله انطلاقتها يوم 13 فبراير 2020. لأجل ذلك، نسائلكم السيد الوزير المحترم، عن التدابير التي ستتخذها وزارتكم من أجل تتبع مدى تنفيذ الوكالة الوطنية للمياه والغابات للتوجيهات الملكية السامية، وحول مدى فاعلية وجدوى تدخلات هذه الوكالة للحفاظ على موروثنا الطبيعي وتثمينه لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين؟ وتفضلوا، السيد الوزير، بقبول فائق عبارات التقدير والاحترام.