بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه • الرئيسة المحترمة أختنا وزميلتنا السيدة Madame la Présidente DONATILLE MUKABALISA ، • الرئيس المحترم أخي وزميلي د. محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين، • السيد الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي، • السيد الأمين العام للاتحاد البرلماني الإفريقي، • السيدات والسادة رؤساء البرلمانات ورؤساء الوفود الإفريقية الشقيقة، • السيدات والسادة الحضور الكرام، لا أستطيع أن أكتم مشاعر السرور والغبطة والاعتزاز بهذه اللحظة البرلمانية الرفيعة، ونحن نختم أشغال مؤتمرنا هذا، المؤتمر السابع والثلاثين للاتحاد البرلماني الإفريقي وضمنه أشغال الدورة الخامسة والستين للجنة التنفيذية للاتحاد، وبالخصوص أشغال لجنة النساء البرلمانيات الأفريقيات. على امتداد خمسة أيام إذن، أتيح لنا أن نجدد أخوتنا، ونطور علاقات الصداقة، وأن ننصت لبعضنا، سواء داخل الجلسات والنقاشات العامة أو اللجان أو خلال مختلف اللقاءات الجانبية أو في الحوارات العابرة على انفراد بين جلسة وأخرى أو بين موعد وآخر. ولاشك أننا، خلال هذه الأيام، ازددنا ثقة في أنفسنا كأفارقة وكبرلمانيين، وأدركنا مرة أخرى أن القوة الأفريقية الحقيقية تظل كامنة في قدرتنا على الحوار، وقدرتنا على بناء رؤية موحدة للأوبئة الصحية وللمعضلات والتوترات والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية التي تهدد جسدنا الأفريقي. والأساس أننا ازددنا اقتناعا، اليوم وأكثر من أي وقت مضى، بثقتنا في المستقبل. والمستقبل هو الذي علينا أن نبني حقيقته مع بعضنا البعض، بروح جماعية تعلو على الانشغالات الصغيرة العابرة وعلى الخلافات التي صنعها الماضي. إن المستقبل لا يصنع من الماضي وحده المستقبل تصنعه إرادة المستقبل، وثقافة المستقبل، وروح المستقبل، وإنسان المستقبل. ومعناه، أن المستقبل الأفريقي لا يصنعه إلا أفارقة المستقبل بالرغم من إدراكنا العميق بأهمية الذاكرة في بناء وعينا التاريخي، وهو وعي لا يلتفت إلى الماضي بل يتجه حتما إلى المستقبل ويغذيه. من هنا، إسمحوا لي – أيتها الأخوات، أيها الإخوة الأعزاء – أن أشكركم جميعا على وضع ثقتكم في شخصي المتواضع، في شخص رئيس مجلس النواب وفي الشخص المعنوي لبرلمان المملكة المغربية، كي أواصل العمل الذي بدأه رؤساء أجلاء تعاقبوا على هذا الموقع الإفريقي الرفيع المتقدم، وكي أكمل بالخصوص الجهود النبيلة والصادقة التي بدأتها أختي وزميلتي الرئيسة المحترمة السيدة DONATILLE MUKABALISA التي أود شخصيا – وأدعوكم جميعا إلى مصاحبتي في ذلك – أن نقف لها تحية وشكرا وامتنانا على صبرها وحكمتها وروحها الجماعية الخلاقة. وإذ أشكركم على هذه الثقة، فإنما لأؤكد أيضا على أنها بالأساس ثقة أخوية غالية تضعونها في المملكة المغربية التي يقودها ملك شاب مخلص لجذوره الإفريقية ومناضل من أجل المستقبل الإفريقي، جلالة الملك محمد السادس نصره الله. وهي ثقة في جهدنا الجماعي بالمغرب الذي نبذله صادقين مخلصين من أجل القارة الأفريقية وقضاياها وآفاقها، هذا الجهد الذي رعاه ودعمه صاحب الجلالة بحماسة وتجاوب كبيرين نثمنهما عاليا بامتنان وعرفان بليغين. ومن هنا، سأحرص مع أخواتي وإخواني في اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الإفريقي، وبمعية السيد الأمين العام، على الالتزام بجميع توصيات هذه الدورة وبأدبيات ووثائق ومبادئ الاتحاد البرلماني الأفريقي، والسعي إلى تنفيذها بروح جماعية وتعاون وحوار وإنصات متبادل، وكذا العمل على توسيع قاعدة البرلمانات الملتحقة باتحادنا، الاتحاد البرلماني الأفريقي. وفي هذا السياق، لابد أن أتوجه بالشكر والتقدير والاعتبار إلى الأمين العام المحترم السيد نزي كوفي N’ZI KOFFI على صدقه وجهده في خدمة هذا الاتحاد وتنفيذ توجهاته وتوصياته بكثير من الصبر وروح التضحية والمهنية العالية. • أخواتي، • إخواني، • أيها الأفاضل، لدي تطلع إلى المضي بمنظمتنا البرلمانية الأفريقية إلى المزيد من الحضور الفعلي القوي المؤثر في المنتديات الدولية ذات الاهتمام المشترك، خصوصا على مستوى الأمم المتحدة ومنظماتها ومكوناتها المختلفة. كما آمل أن نتيح لأعضاء منظمتنا إمكانيات أخرى ومواعيد مضافة إلى المواعيد التي وضعها هذا المؤتمر على الأجندة الرسمية في غينيا بيساو، وجيبوتي وساحل العاج. وسأحاول مع أخواتي وإخواني في الاتحاد أن نفكر في صيغ للارتقاء بأدائنا البرلماني الأفريقي من دورات تكوينية ولقاءات مشتركة مع نظرائنا في الفضاء المتوسطي، والبرلمان الأوروبي، وأصدقائنا في أمريكا اللاتينية وآسيا وغيرها، وذلك كي نستثمر رصيدنا الدبلوماسي البرلماني المغربي والأفريقي العربي الذي نعتز به، وكي نمد الجسور ونقوي العلاقات البرلمانية والإنسانية خدمة لقارتنا وإمعانا في الانخراط في قضاياها الحيوية ومواجهة الكوارث والآفات المقلقة التي تحدق بها، والإشكاليات والتحديات المطروحة التي فرضت وتفرض على المؤسسات التشريعية إعادة النظر في أدوارها وفي علاقاتها، وفي تفاعلها مع محيطها الإقليمي والدولي. ومن تم نطمح إلى أن يكون لنا كاتحاد في المرحلة المقبلة صوت أقوى على المستوى الدولي. وبداية لابد من تذكير برلمانات الدول الافريقية بقضية الشعب الزمبابوي الشقيق الذي لا زال يعاني من الحصار المضروب عليه منذ سنوات، ومطالبة الدول الغربية بمراجعة مواقفها اتجاه مواطني هذا البلد. إن التذكير بهذه القضية هو تذكير بكل قضايا الوطن الافريقي، هو تذكير بالقضايا العادلة للشعوب الافريقية وتذكير بطموحاتنا المشروعة؛ هو تذكير ببؤر التوتر المصطنعة التي تحول دون بناء تكتلات إقليمية وجهوية على غرار ما قام به الغرب. لكن هل لدينا من الجرأة ما يكفي للاعتراف بقصر نظرنا ؟ هل نحن قادرون على تجاوز الصراعات الهامشية التي تنخر كياناتنا وطاقاتنا ومواردنا ؟ هل نحن قادرون على توظيف ذكائنا الجماعي من أجل بناء مستقبل في مستوى تطلعات الشعوب التي حملتنا مسؤولية الدفاع عن مصالحها ؟ هل سنظل نشتغل بنفس الأساليب التي حددها من سبقونا في سياق إقليمي ودولي يختلف تماما عن السياق الحديث. حضرات السيدات والسادة وإذ يختتم مؤتمرنا هذا، والمملكة المغربية تستعد لاحتضان الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان بمدينة مراكش من 27 نونبر الجاري إلى غاية 30 منه، والذي يرتقب أن يشارك فيها نحو 5000 من المشاركات والمشاركين من مختلف أنحاء العالم، ومن مختلف المؤسسات والهيئات المعنية بقضايا حقوق الإنسان، ضمنهم ممثلات وممثلو العديد من البرلمانات الأعضاء في الاتحاد البرلماني الدولي، وحيث من المقرر أن تنظم ندوة دولية في موضوع : "دور البرلمانات في التفاعل مع الآليات الأممية لحقوق الإنسان"، أغتنم هذه المناسبة لأوجه لكم جميعا الدعوة للحضور والمشاركة في هذا المنتدى العالمي والذي سيكون حافلا بوقائع هامة وحوارات متنوعة موزعة على ما يزيد على 35 منتدى موضوعاتيا تغطي مختلف أجيال حقوق الإنسان وانشغالات الفاعلات والفاعلين في هذا المجال. وختاما، أجدد لكم الشكر على تفضلكم باختيار الرباط مكانا لهذه الدورة. وأجدد امتناني لكم على الثقة التي وضعتموها في شخصي، وهو تكليف وتشريف أعتز بهما. وأرجو الله تعالى أن يوفقني في الأداء والعطاء. والشكر موصول إلى جميع الكفاءات والأطر التي ساهمت بقسط وافر من الجهد والأداء والحضور المتواصل لإنجاح أشغال هذا المؤتمر، وتوفير كل الشروط المطلوبة لاستضافة هذه الدورة وجعلها محطة مثمرة وناجحة. شكرا لكم جميعا وإلى مستقبل قريب إن شاء الله. نحن على العهد وللعهد أوفياء. والسلام عليكم.