عقد الفريق الاستقلالي للوحدة و التعادلية بمجلس النواب، يوم الجمعة 26 فبراير 2021 الجاري بالرباط، لقاءا دراسيا هاما، تراسه الأستاذ نزار بركة الأمين العام للحزب بمعية الأخ نور الدين مضيان رئيس الفريق و الأخ شيبة ماء العينين رئيس المجلس الوطني و عضو اللجنة التنفيذية للحزب و الأخ مولاي حمدي ولد الرشيد المكلف بالمنتحبين و عدد مهم من أعضاء الفريق و اللجنة التنفيذية للحزب. وذلك من أجل تدارس المنظومة الانتخابية في أفق الاستحقاقات الانتخابية المقبلة لسنة 2021.
و قد أكد الأستاذ نزار بركة أن محطة الاستحقاقات الانتخابية المقبلة تكتسي بعدا استراتيجيا نظرا لدورها في استتباب الاستقرار وتدعيم القضية الوطنية المتمثلة في الدفاع عن مغربية الصحراء.
وسجل الأمين العام لحزب الاستقلال خلال لقاء دراسي انعقد زوال الجمعة بالمقر المركزي للحزب أن المحطة الانتخابية لسنة 2021 تأتي في ظروف استثنائية عرف على امتدادها المغرب عدة مستجدات منها تطور ملف القضية الوطنية والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، كما شهدت الولايات المتحدة انتخابات جديدة أفضت إلى تغيير الإدارة الأمريكية ودخول رئيس جديد البيت الأبيض كشف في موقف أخير ضرورة إعادة الاعتبار للتوجه الديمقراطي الذي يضمن التقدم للعالم، داعيا إلى دعم كل الحلفاء الذين ينخرطون في هذا المسار.
وأضاف الأستاذ نزار بركة أن هذه المواقف تعزز السقف الذي قدمه المغرب على مستوى ملف الوحدة الترابية وهو مقترح الحكم الذاتي ، وبالتالي يتوجب على المغرب حشد المزيد من الدعم في أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا، وبالتالي لا جدال أن الاستحقاقات ستكون تحت الأضواء، ونجاح هذه المحطة سيقوي موقع المغرب قاريا ودوليا.
واعتبر الأخ نزار بركة أن الاستحقاقات تنظم كذلك في ظروف استثنائية بفعل تداعيات جائحة كورونا، حيث ولج المغرب بجدارة محطة التلقيح المجاني التي تسير بخطى متميزة وناجعة، ومن سمات ذلك تراجع أعداد الإصابات والوفيات والحالات الموجودة في الإنعاش، لكن الوضع رغم ذلك يتطلب استمرار اليقظة والحذر، لأن ما قد تأتي به الأشهر المقبلة يظل قيد المجهول بسبب السلالات الجديدة، والتلويح بإمكانية إغلاق الحدود الجوية مع إسبانيا وفرنسا، فضلا عن تداعيات سلبية اقتصاديا واجتماعيا، على غرار اتساع رقعة الفقر وتنامي معدلات البطالة إلى مستوى مقلق، ما يرخي بمناخ من الضبابية حسب تعبيره.
كما أفاد أن ما يزيد من أهمية الاستحقاقات هو كوننا على أبواب نموذج تنموي جديد بعدما دعا جلالة الملك الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والحكومة في ضوء النموذج التنموي الذي بلغ مداه، وازداد ذلك وضوحا مع إشكالات الجائحة، ما يتطلب وبإلحاحية المرور إلى نموذج آخر، وعمليا ستعمل الحكومة المقبلة والبرلمان والجماعات الترابية على تنزيل معالمه وأسسه، والتي بدأت تبرز بفضل الأوراش الملكية وعلى رأسها تعميم الحماية الاجتماعية برهاناتها على مستوى الأدوية والولوج للخدمات الصحية والتقاعد والتعويضات العائلية، معتبرا أن هذا الورش ثورة اجتماعية تتطلب تعبئة مجتمعية لكل الفرقاء، موازاة مع الصندوق المخصص للاستثمارات الاستراتيجية، والتي تحظى بدور محوري على مستوى الارتقاء بالمهن الجديدة وتدعيم دينامية القطاع الخاص وتنزيل الجهوية المتقدمة التي طالب حزب الاستقلال بأن تتدشن من الأقاليم الجنوبية، كل هذه المعطيات يقول الأستاذ نزار بركة تتطلب حكومة قوية قادرة على رفع التحديات تنأى عن التصادم بين مكوناتها، وتنشغل بتحسين أوضاع المواطنين وخاصة الفئات المعوزة والطبقات الوسطى.
ولأجل هذا يتوجب إحداث القطيعة مع الممارسات السابقة والمخرجات السلبية التي أفرزتها استحقاقات 2015 و 2016 لضمان مشروعية قوية للمؤسسات وتأمين ظروف المشاركة الواسعة والمكثفة، بحيث لا نريد أن تقرر فئة ضئيلة في مصير البلاد، يقول الأخ نزار بركة، لذلك نطالب بالحياد الإيجابي للسلطة والشفافية والنزاهة وتنزيل دعامات الإصلاح السياسي الشمولي الذي يعطي للمشهد نفسا جديدا في فترة دقيقة، ولذلك ظل حزب الاستقلال ينادي منذ سنة أي في 3 مارس 2020 بفتح ورش مناقشة القوانين الانتخابية وإجراء المشاورات الضرورية في الزمن المناسب الذي يتيح الإحاطة بكل الجوانب المطلوبة لإنجاح الانتخابات.
وبعدما نوه الأخ نزار بركة بحصيلة الفريق الاستقلالي والدفاع عن مواقفه من خلال معارضة وطنية بناءة واستقلالية، أوضح أنه سيتم تقديم تعديلات وازنة كفيلة بتجويد النصوص المؤطرة للاستحقاقات المقبلة، حتى تشكل قفزة نوعية نحو المستقبل.
من جانبه، أكد الدكتور نورالدين مضيان رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب أن مناقشة النصوص المرتبطة بالاستحقاقات الانتخابية انطلقت مطلع الأسبوع المنصرم في جو عادي كانت فيه آراء ومواقف حزب الاستقلال حاضرة بقوة، وخاصة الأهداف المتوخاة من هذه المحطة، مسجلا أن النقاش كان سينطلق قبل هذه الفترة اعتبارا لمطلب حزب الاستقلال في مارس الماضي لكن ظروف الجائحة حتمت الانكباب على معالجة الإشكالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية لضمان خروج بلادنا قوية بعد الجائحة.
وأشار إلى أن الفريق الاستقلالي نبه إلى ضرورة إنجاح الاستحقاقات من خلال تمكين البرلمان من حيز زمني كاف لإعداد نصوص جيدة توفر آليات كفيلة بتعزيز المشاركة وإرساء تكافؤ الفرص بين الأحزاب وطي صفحة الممارسات المعيبة التي تشوش على العملية الانتخابية، وكل هذا انسجاما مع مسار المشاورات القبلية التي تمت بين الحكومة والأمناء العامين.
وأبرز أن حزب الاستقلال واصل اجتهاده بخصوص الاستحقاقات من خلال تشكيل لجنة الانتخابات التي يرأسها رئيس المجلس الوطني الأخ شيبة ماء العينين ، والتي انكبت على أشغال معمقة وقدمت قراءات ومخرجات سيستنير بها الفريق البرلماني، ويظل الهدف الأسمى هو مصلحة الوطن وضمان الشفافية لتمكين المغرب من موطئ قدم قاري ودولي لما بعد سنة 2021.
في أعقاب ذلك، تناول الكلمة أعضاء الفريق الاستقلالي الذين عبروا عن انخراطهم في رؤية الحزب بخصوص الاستحقاقات المقبلة، والتي يريدونها نموذجية في ضوء الرهانات المتعددة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، موازاة مع التحديات الصحية التي تضع العالم على المحك.
وأعربوا عن الأمل في أن تشكل انتخابات 2021 مدخلا لنهضة شاملة تمكن المغرب من لعب الدور الطلائعي على المستوى الإقليمي والافريقي والدولي.