أجرى، صباح اليوم الخميس، السيد راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب مباحثات مع السيدة "مايا كويكوفيتش" رئيسة الجمعية الوطنية ( البرلمان) بالجمهورية الصربية، التي تقوم بزيارة عمل للمملكة المغربية خلال الفترة من 21 إلى 23 أكتوبر 2015.
في بداية هذا اللقاء رحب السيد راشيد الطالبي العلمي برئيسة الجمعية الوطنية الصربية، وأشاد بأهمية هذه الزيارة لتعزيز العلاقات بين البلدين وخاصة على المستوى البرلماني لتوضيح الرؤى بشأن العديد من النقاط ذات الاهتمام المشترك كموضوع الهجرة الذي أصبح يلقي بظلاله على المنطقة، وكذا موضوع الاستقرار والأمن والتنمية، مما أصبح يقتضي توحيد الجهود وتفعيل دور الدبلوماسية البرلمانية من خلال تعزيز العلاقات ومد الجسور بين المؤسستين التشريعيتين في البلدين والدفع بأدوار مجموعات الصداقة حتى تكون فضاء للبرلمانيين لمناقشة كل القضايا ذات الاهتمام المشترك.
خلال ذات اللقاء عرض رئيس مجلس النواب التحولات والإصلاحات العميقة التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرة والتي شملت عدة ميادين من بينها الديمقراطية التشاركية والجهوية والقضاء ومكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان وبناء دولة الحق والمؤسسات، وكذا السياسة الجديدة للهجرة والمهاجرين التي تعد دليلا على انخراط المغرب الكامل في قضايا المجتمع الدولي وإيجاد حلول لها ذات أبعاد إنسانية-حقوقية وتنموية أيضا.
وأكد رئيس مجلس النواب أن الدستور المغربي لسنة 2011، منح سلطات واسعة للمؤسسة التشريعية التي أصبحت تلعب دورا محوريا في الحياة السياسة والدستورية المغربية، وتقوم بأدوارها باعتبارها سلطة مثل باقي السلط الأخرى. وذكر السيد راشيد الطالبي العلمي أن المرأة أصبح لها دور هام في الحياة السياسية وداخل البرلمان من خلال حضورها الوازن، وجدد رئيس مجلس النواب التأكيد على أن المغرب سائر في بناء نموذجه الديمقراطي ودولة الحق والمؤسسات وأن الانتخابات الجهوية والجماعية الأخيرة عززت من مكانة المملكة كنموذج قاري وإقليمي.
وفي ما يتعلق بالعلاقات البرلمانية المغربية الصربية، أشار رئيس مجلس النواب إلى عمقها وأهمية الدفع بها أكثر باعتبارها قاطرة لباقي العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية، وشدد رئيس مجلس النواب على أن المملكة المغربية تتشبث بالسيادة والوحدة الترابية لصربيا.
من جهتها عبرت السيدة "مايا كويكوفيتش" رئيسة الجمعية الوطنية ( البرلمان) بالجمهورية الصربية، باسمها وباسم الوفد المرافق لها، عن شكرها لرئيس مجلس النواب على الدعوة لزيارة المملكة المغربية وهو ما من شأنه تقوية العلاقات بين البلدين على المستويات السياسية والثقافية والإقتصادية وكذا البرلمانية عبر إعطاء بعد جديد للعلاقات بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين ومد الجسور بينهما، وقالت السيدة "مايا كويكوفيتش" أن زيارتها للمغرب تندرج في إطار تبادل الزيارات والخبرات خاصة في القضايا ذات الاهتمام المشترك كالهجرة وحقوق الإنسان وكذا الاستفادة من التجربة البرلمانية المغربية خاصة بالنظر لعلاقات المغرب المتقدمة والمتميزة مع الاتحاد الأوربي.
وشكل اللقاء مناسبة عرضت فيها رئيسة الجمعية الوطنية الصربية التجربة البرلمانية لبلدها، وتمثيلية النساء بالجمعية الوطنية حيث تعادل الثلث بحكم القانون، وطريقة اشتغال اللجان 17 الدائمة بالبرلمان الصربي 8 منها ترأسها نساء. وأكدت السيدة "مايا كويكوفيتش" على أن صربيا حافظت وتحافظ على علاقات جيدة مع بلدان الجوار والمنطقة وأصبحت نموذجا للاستقرار، وأضافت المسؤولة الصربية أن الجانب الاقتصادي يعد أولوية الإصلاحات ببلدها إلى جانب الإصلاح السياسي.
وجددت السيدة "مايا كويكوفيتش"، التأكيد على دعم بلادها وتشبثها بالوحدة الترابية للمملكة المغربية، وأشارت إلى أهمية تعزيز دور الدبلوماسية البرلمانية لتبادل الرؤى وتوحيد المواقف في مختلف المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية.
وقد تم خلال هذا اللقاء الذي حضرته أيضا سفيرة جمهورية صربيا لدى المملكة المغربية ، تناول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والأدوار المنوطة بالدبلوماسية البرلمانية.