استقبل السيد عبد الواحد الراضي،رئيس مجلس النواب، ظهيرة يومه الاثنين بمقر المجلس بالرباط ،السيد جون هوغ رئيس مجلس الشيوخ الاسترالي الذي يزور المغرب مرفوقا بمستشاره السيد كوينتن كليمانس و السيدة جاني هاندسن ،المستشارة السياسية لدى سفارة أستراليا في باريس.
وبعد تبادل التحيات و الترحيب ،ذكر السيد عبد الواحد الراضي نظيره الاسترالي بمعرفته المسبقة بالتجربة الاسترالية،إذ سبق له أن زار أستراليا و تعرف في الحدود الممكنة على البلد و أهله و نسقه السياسي و البرلماني. كما قدم نظرة بانورامية حول المسار البرلماني المغربي منذ نصف قرن تقريبا ، بالنظر الى التجربة الديمقراطية الاسترالية التي استغرقت قرنا كاملا حتى الآن،و ما يشهده المغرب راهنا من إصلاح دستوري و إصلاح سياسي و تحول في العلاقات و السلط و الرؤية و المقاربة . وتوقف عند أهم ما ميز النص الدستوري الجديد من مبادئ و قيم و أحكام و مقتضيات لا يمكن أن يدرك حجمها وعمقها و مدى تأثيرها البنيوي إلا من خبر الحياة الديمقراطية فعليا لا نظريا.
السيد رئيس مجلس النواب استمع الى نظيره الذي وضعه في صورة العمل البرلماني الاسترالي، كما أجاب بتفصيل و بتقديم أسئلة ملموسة عن تساؤلات الضيف الاسترالي، سواء حول طبيعة السلط و توزعها وتوازنها،أو حول سير العمل المؤسسي التشريعي،أو حول آليات و تقنيات الصرف و التدبير المالي للمؤسسة للمؤسسة البرلمانية.
من جانب آخر،أكد رئيس مجلس الشيوخ أن بلاده مهتمة جدا بتطوير العلاقات مع المغرب ضمن تصور شامل لديها معني بالتواصل مع جهات العالم ،إذ يدخل المغرب ضمن خط واسع من الاهتمام و المصالح الممتدة.فالمغرب -كما يقول المسؤول الاسترالي- يملك مع الاتحاد الأوروبي علاقات وصلات وأوجه تعاون قوية و نوعية،وهو أمر ليس سهلا و ينبغي تقديره و استثماره.وقال الأستاذ عبد الواحد الراضي بأن هناك الكثير الذي يمكننا أن نقتسمه معا على المستوى الاقتصادي والثقافي و التربوي و العلمي ،وعلى مستوى القيم الإنسانية و الديمقراطية.مؤكدا أن المغرب بلد منفتح ،متسامح ،له القدرة و يرغب في إقامة علاقات مع الجميع ،و خصوصا مع بلد كبير بحجم و قيمة أستراليا الذي لعب أدوارا تاريخية في القرن العشرين.
"إن بلدكم ،يقول الأستاذ عبد الواحد الراضي ، أضاف الى العالم الحديث صيغا وأساليب جديدة،فقد جمع بين قيم و صفات و مكاسب الأوروبيين و الأمريكيين و تميز عنها. في نفس الوقت ولا حاجة للتذكير بمنجزكم العلمي و التقني في مجالات الزراعة والمحافظة على الماء و التربية و البحث العلمي ،ونحن نحيط بكل ذلك و نهتم به و نتوجه نحو الاستفادة منه،لأنكم أمة عرفت كيف تكثف الحضارات و الثقافات و تصنع نموذجها."