السيد الوزير المحترم؛ كما تعلمون، يتموقع المسجد العتيق بحي المطار بوسط مدينة الداخلة، وهو من أقدم المساجد بالمدينة، ويعود تاريخ بنائه إلى نهاية القرن التاسع عشر في عهد الحقبة الاستعمارية، وبالضبط إلى سنة 1884، ومنذئذ وهو يستقبل المصلين إلى أن تم إغلاقه منذ بضع سنوات بمبرر إخضاعه للترميم، بالنظر لهشاشة ركائزه، وكونه مهددا بالسقوط. وقد دفع ذلك ببعض المحسنين بالمدينة إلى بناء قاعة مغطاة بالخشب قابلة للتفكيك جوار المسجد لتقام فيها الصلوات الخمس وصلاة الجمعة، إلا أنه حار صيفا، وباردا شتاء، ولا يستطيع سقفه رد مياه الأمطار، مما يبلل أفرشته. واليوم، فإن الواقع الذي آل إليه هذا البناء المؤقت وغير المتين، يدعو إلى التعجيل بترميم المسجد العتيق بمدينة الداخلة، وإعادة فتحه في وجه المصلين في أقرب وقت ممكن، لإعادة الاعتبار لبنايته التاريخية التي تجسد الروابط التاريخية الراسخة لإمارة المؤمنين التي يحملها ملوك المغرب بهذا الجزء من وطننا العزيز، وتدل على الصلات الفعلية للمملكة المغربية بصحرائه وبسكانها عبر التاريخ. ونعتقد أن هذه المعلمة يجب أن تلقى من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كل الاهتمام، والقيام بما تتطلبه غاية إحياء وظيفتها الدينية والتاريخية والثقافية، واستقبال المصلين في ظروف تليق بالعناية الخاصة التي تليق بهم. تبعا لذلك، نسائلكم، السيد الوزير المحترم، عن التدابير التي ستتخذونها من أجل ترميم المسجد العتيق بحي المطار بمدينة الداخلة، وإعادة فتحه في وجه المصلين، والحفاظ على رمزيته الدينية والتاريخية والثقافية؟ وتفضلوا بقبول فائق عبارات التقدير والاحترام.