كما هو معلوم، يعتبر الفن تعبيرا راقيا، إلا أن ما حصل مؤخرا في مهرجان الرباط بصفتها عاصمة الثقافة الافريقية يعاكس الانطباع العام حول الفن وحول ما يحمله من رسائل سامية، حيث شهدت إحدى السهرات المنظمة في هذا الإطار مستوى غير مسبوق من الابتدال والإسفاف، إذ قام بعض المغنيين في الحفل الذي نظمته وزارة الشباب والثقافة والتواصل بفضاء السويسي بالرباط، بالتفوه بعبارات غير أخلاقية وخادشة للشعور العام للمغاربة، لاسيما الشباب و اليافعين الذين حضروا هذا الحفل، و المثير أن هذا التصرف النشاز في حفل عمومي، عرف انتشارا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل إن هذا السلوك المبتذل لم يقف عند الحركات الجنسية و الكلمات النابية التي عرفها الحفل، بل هناك دعاية للحشيش من طرف أحد المغنين في الندوة الصحفية التي نظمت قبل الحفل. إن السلوكات الانفة الذكر تعتبر ممجوجة ومستهجنة ومرفوضة، ولا يمكن التطبيع معها بداعي الحريات الفردية، لأن هذه الحريات مشروطة باحترام الدين والاخلاق والحياء العام انطلاقا مما تقدم نسائلكم السيد الوزير المحترم عن ملابسات إقحام مثل هذه السلوكات المشينة في حفل فني عمومي برعاية وزارتكم؟ وهل اتخذتم إجراءات معينة في الحال والاستقبال بخصوص عرض منتوجات يمكن اعتبارها تجاوزات فنية تدوس على القيم والاخلاق، علما أن اليافعين الذين حضروا الحفل بإذن من أو ليائهم كانت تحدوهم الرغبة في الاستمتاع بالفن بدل تلويث ذوقهم الفني بالتصرفات الغريبة التي عرفها الحفل؟