بعد التحية والاحترام طبقا للقانون الداخلي لمجلس النواب نحيل عليكم هذا السؤال لتوجيهه إلى السيد رئيس الحكومة. السيد رئيس الحكومة لا تكاد تخلو سنة من السنوات من المآسي المفجعة بالنسبة لمدينة جرادة و ساكنتها و التي تفقد خيرة شبابها في إطار كدحهم ونضالهم المستميت لتأمين قوت يومهم، وخلال الأونة الأخيرة شهدت المدينة وفاة ثلاث شبان اختناقا في بئر في إطار البحث عن الفحم الحجري. إن هذه المآسي المتكررة تسائل الحكومة حول تعاملها مع المناطق المهمشة في إطار ما يعتبر مغربا غير نافع. ويجدر التذكير أن مدينة جرادة شهدت حراكا اجتماعيا سنة 2016 و2017، احتجاجا على الأوضاع التي تعيشها المدينة و ساكنتها والتي تتسبب في موت شباب في مقتبل العمر في إطار ما يسمى بالبحث عن الرغيف الأسود. وقوبلت هذه الاحتجاجات السلمية بقمع شرس و اعتقال العشرات من الشباب والزج بهم في غياهب السجون، و رغم وعود الحكومة بتنمية المنطقة وتوفير فرص الشغل، ظل| الواقع عنيدا، حيث استمرار معاناة المنطقة من جراء التهميش المزمن الذي طالها، وتفاقم البطالة خصوصا في أوساط الشباب في ظل عدم إطلاق مشاريع بديلة بعد إغلاق المنجم الذي كان يشكل النشاط الاقتصادي الرئيسي للمنطقة. وبالتالي فالحكومة تتحمل المسؤولية الأساسية عن استمرار مآسي ومعاناة ساكنة جرادة في ظل تلكؤها عن ترجمة الوعود التي قدمتها للساكنة، مما يتطلب الإسراع بوضع برامج ملموسة وناجعة تمكن من تنمية المنطقة وتوفير الشغل لأبنائها، وضمان سبل العيش الكريم لهم. فما هي الإجراءات التي سيتم القيام بها للتجاوب مع انتظارات سكان مدينة جرادة وتطلعهم لرفع التهميش والإقصاء المستمر عن جهتهم، بما يضمن تحقيق التنمية والعيش الكريم للساكنة؟ وفي الختام تقبلوا فائق التقدير والاحترام الإمضاء: النائبة البرلمانية: نبيلة منيب