لا يخفى عليكم السيد الوزير المحترم، أن مدينة فاس عُرفت دائما بعدد مهم من "السقايات" كسقاية مولاي إدريس، النجارين، درب الكباص وغيرها كثير، لكل واحدة منها حكاية ناطقة بتاريخ مدينة فاس وتراثها الثري. إن إعادة الاعتبار لهذه السقايات وإعادة تشغيلها والاهتمام بالجمالية التي كانت عليها، سيعيد الرونق والفرادة لهذه المدينة العتيقة التي تعتبر بحق من أجمل وأكبر المدن العتيقة في العالم. إن إعادة الاعتبار لهذه السقايات سيحقق غايتين متكاملتين على الأقل، الأولى غاية عملية وجمالية تذكر بطقس فاس وحاجة ساكنتها وزوارها من المغرب وخارجه لهذه المادة الحيوية، خصوصا في فصل الصيف الحار، إذ يعتبر ماء السقايات رمزا للأمان والكرم وحسن الاستقبال؛ أما الغاية الثانية فثقافية سياحية، تذكر بتاريخ فاس وتقاليدها في استقبال زوارها، كما تذكر بحكايا هذه السقايات وقصص إنشائها. لذا، وفي سياق إعادة الاعتبار لمدينة فاس ولثقافتها ومؤهلاتها السياحية الهامة، أسائلكم السيد الوزير المحترم، حول ما يمكن أن تقوموا به لحفظ ذاكرة فاس ورأسمالها الرمزي والمادي صيانة واستثمارا لهذا التراث الثري في اتجاه النهوض بكل من السياحة والثقافة ببلادنا عامة وبحاضرة فاس خاصة.